أرشيف المدونة

رضاع الكبير: تخاريف المنصرين وحقائق الإسلام!

قناة مكافح الشبهات – أبو عمر الباحث

نسف أكاذيب النصارى والروافض حول الإسلام العظيم

رضاع الكبير بين تخاريف المنصرين وحقائق الإسلام !!

 

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

وبعد:

 هذه سلسلة ردود علمية على شبهات النصارى والرافضة والملاحدة حول شرائع الإسلام العظيم.

هذا رد على فيديو منشور على اليوتيوب يزعم النصارى والروافض أن السيدة عائشة أرضعت غلاما.

اتصل أحدهم على الشيخ مصطفى العدوي.

وهذا المتصل كان رافضيًا، وسأل هذا الرافضي الشيخ مصطفى العدوي عن قول عائشة رضي الله عنه بجواز دخول شخص عليها بهذا الرضاع.

وزعم هذا المتصل أن السيدة عائشة رضي الله عنها أرضعتْ غُلامًا.

فأقول:

أولا: السيدة عائشة لم تنجب, ولم يثبت عنها لا في رواية صحيحة أو حتى ضعيفة أنها أرضعت أَحَدًا.

ثانيا: الرضاع الذي تثبت به الحُرمة؛ أي الرضاع الذي يكون به الطفل ابنًا للمرأة التي أرضعته من الرضاعة هو وصول اللبن إلى جوف هذا الطفل وهو رضيع، بما يوازي خمْسَ رضعاتٍ مشبعاتٍ, وليس بمجرد التقام الثدي.

والتقام الثدي لا تثبت به أي حُرمة على الإطلاق, بمعنى أنه إذا التقم طفلٌ رضيعٌ ثَدْيَ امرأةٍ ليس فيه لَبَنٌ؛ فلا تكون هذه المرأة أُمًّا له حتى لو ظل يَرْضَع منها لمدة سنة, طالما أن ثديها ليس فيه لَبَن، أو لم يصل لَبَنُهَا إلى جَوفه.

 قال الإمامُ ابنُ قُدَامَةَ المقدسي:

{ وَلَنَا أَنَّ الِاعْتِبَارَ بِشُرْبِ الصَّبِيِّ لَهُ ؛ لِأَنَّهُ الْمُحَرِّمُ ، وَلِهَذَا ثَبَتَ التَّحْرِيمُ بِهِ مِنْ غَيْرِ رَضَاعٍ ، وَلَوْ ارْتَضَعَ بِحَيْثُ يَصِلُ إلَى فِيهِ ، ثُمَّ مَجَّهُ ، لَمْ يَثْبُتْ التَّحْرِيمُ ، فَكَانَ الِاعْتِبَارُ بِهِ }.

المغني للإمام ابن قُدَامَة المقدسي ج9 ص196 ط دار الفكر – بيروت.

ثالثا: لو أنَّ امرأةً حَلَبتْ لَبَنًا في إناءٍ ثُمَّ شربه طفلٌ رضيعٌ على خَمس مرات بما يوازي خَمْسَ رضعات مشبعات منفصلات, تكون هذه المرأة أُمًّا لهذا الطفل من الرضاع.

وهذا يعني أن العبرة عندنا في دين الإسلام العظيم بوصول لبن المرأة إلى جوف الطفل الرضيع خمس مرات مشبعات، وليس مجرد التقام الثدي.

   • قال العلّامة عليّ بن خلف المالكيُّ المصريُّ:

{ الرَّضَاعُ وُصُولُ اللَّبَنِ لِجَوْفِ الرَّضِيعِ عَلَى أَيِّ وَجْهٍ لَا ضَمُّ الشَّفَتَيْنِ عَلَى مَحِلِّ خُرُوجِ اللَّبَنِ مِنْ ثَدْيٍ لِطَلَبِ خُرُوجِهِ }.

كفاية الطالب الرباني ج3 ص241 ط دار الفكر – بيروت.

رابعا: رَضَاع سالِم مولى أبي حذيفة والذي يُطلق عليه اسمُ “رضاع الكبير” كان بأنْ حلبت سهلة بنت سهيل اللبن في إناء وشربه سالم حتى صارت أمًّا له من الرضاع.

  قال الإمام أبو عمر ابن عبد البر:

{ هكذا إرضاع الكبير كما ذُكر ، يُحلب له اللبن ويُسقاه ، وأما أن تلقمه المرأة ثديها كما تصنع بالطفل فلا ، لأن ذلك لا يحل عند جماعة العلماء }.

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ج8 ص257

نكرر ونقول:

[ وأما أن تلقمه المرأة ثديها كما تصنع بالطفل فلا، لأن ذلك لا يحل عند جماعة العلماء ].

وقال أيضًا:
[ انكشاف الصَّدْرِ من الحُرَّة لا يجوز أن يُضَافَ إِلَى أهل الدين عند ذي محرم، فَضْلًا عن غير ذي مَحْرَمٍ، لأن الْحُرَّةَ عَوْرَةٌ مُجْتَمَعٌ عَلَى ذلك منها إلا وجهها وكفيها ].
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ج8 ص255.

  • قال الإمام ابن قتيبة:

[ فقال لها (أرضعيه) ولم يُردْ ضعي ثديك في فيه كما يُفعل بالأطفال, ولكن أراد احلبي له من لبنك شَيْئًا ثم ادفعيه إليه ليشربه.

ليس يجوز غير هذا لأنه لا يَحِلُّ لِسَالِمٍ أن ينظر إِلَى ثدييها إلى أن يقع الرضاع، فكيف يبيح له ما لا يحل له وما لا يؤمن معه من الشهوة ].

تأويل مختلف الحديث للإمام ابن قتيبة ص308 ط دار الجيل – بيروت.

قال الإمامُ زينُ الدين بنُ نُجَيْمٍ الْحَنَفِيُّ:

[ وَأَمَّا فِي الشَّرِيعَةِ فَمَا أَفَادَهُ ( قَوْلُهُ : هُوَ مَصُّ الرَّضِيعِ مِنْ ثَدْيِ الْآدَمِيَّةِ فِي وَقْتٍ مَخْصُوصٍ ) أَيْ وُصُولُ اللَّبَنِ مِنْ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ إلَى جَوْفِ الصَّغِيرِ مِنْ فَمِهِ أَوْ أَنْفِهِ فِي مُدَّةِ الرَّضَاعِ الْآتِيَةِ فَشَمِلَ مَا إذَا حَلَبَتْ لَبَنَهَا فِي قَارُورَةٍ فَإِنَّ الْحُرْمَةَ تَثْبُتُ بِإِيجَارِ هَذَا اللَّبَنِ صَبِيًّا ، وَإِنْ لَمْ يُوجَدْ الْمَصُّ وَإِنَّمَا ذَكَرَهُ لِأَنَّهُ سَبَبٌ لِلْوُصُولِ فَأَطْلَقَ السَّبَبَ وَأَرَادَ الْمُسَبَّبَ فَلَا فَرْقَ بَيْنَ الْمَصِّ، وَالصَّبِّ، وَالسَّعُوطِ، وَالْوَجُورِ ].

البحر الرائق شرح كنز الدقائق ج3 ص238 ط دار المعرفة – بيروت.

خامسا: هذه الحالة كانت خاصةً بسالم كما نصَّ على ذلك أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ومَن بعدهن من العلماء من التابعين والعلماء.

أو تكون هناك حالة تنطبق عليها حالة سالم وسهلة وأبي حذيفة تماما.

•  قال الإمام النَّوَوِيُّ:

[ قَالَ سَائِرُ الْعُلَمَاءِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَعُلَمَاءِ الْأَمْصَارِ إِلَى الْآنِ لَا يَثْبُتُ إِلَّا بِإِرْضَاعِ مَنْ لَهُ دُونَ سَنَتَيْنِ إِلَّا أَبَا حَنِيفَةَ فَقَالَ سَنَتَيْنِ وَنِصْفٍ وَقَالَ زُفَرُ ثَلَاثِ سِنِينَ وَعَنْ مَالِكٍ رِوَايَةُ سَنَتَيْنِ وَأَيَّامٍ وَاحْتَجَّ الْجُمْهُورُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنَ لِمَنْ أراد أن يتم الرضاعة وَبِالْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ بَعْدَ هَذَا إِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنَ الْمَجَاعَةِ وَبِأَحَادِيثَ مَشْهُورَةٍ وَحَمَلُوا حَدِيثَ سَهْلَةَ عَلَى أَنَّهُ مُخْتَصٌّ بِهَا وَبِسَالِمٍ وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَسَائِرِ أَزْوَاجُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُنَّ خَالَفْنَ عَائِشَةَ فِي هَذَا ].

شرح النووي على صحيح مسلم ج10 ص31 ط دار إحياء التراث العربيبيروت.

سادسًّا: قد يحتج بعضهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة سهلة رضي الله عنها { أرضعيه } على أن الرضاع تم بالتقام الثدي.

فأقول وبالله التوفيق أن الرضاع له معانٍ في اللغة العربية.

والفيصل بيننا وبينكم هو كتب اللغة.

فإليكم كتاب من أقدم كتب اللغة العربية:

  • قال الخليل بن أحمد الفراهيدي ، المتوفّى سنة 170 هـ:

{ رَضِعَ الصَّبِيُّ رَضَاعاً ورَضاعةٌ أيْ : مصَّ الثدي وشرب.

وأرضعته أمّه أيْ : سقته فهي مرضعة بفعلها }.

كتاب العين ج1 ص270 ط دار ومكتبة الهلال – القاهرة.

ثبت الآن أن شرب اللبن أيضا من معاني الرضاع في اللغة العربية.

سابعا: سبب ذهاب سهلة بنت سهيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم هي أنها كانت ترى الكراهة أي (الضيق) في وجه أبي حذيفة من دخول سالم إلى بيتهما.

فهل سيقبل أبو حذيفة بالتقام سالم لثدي زوجته, وهو الذي كان يتضايق من مجرد دخوله إلى البيت ؟؟

ثامنا: بعد أن ثبت التحريم بوصول لبن سهلة إلى جوف سالم فإنه لا يجوز لسالم أن يرى ثدي سهلة حتى وهي أمه من الرضاع.

فكيف جاز له أن يرى ثديها قبل هذا التحريم ؟!! وهذا سؤال للعقلاء فقط !

تاسعًا: استدلال المتصل بكتاب فتح المنعم لموسى شاهين لاشين لا يصح شَرْعًا.

فصاحب الكتاب أصلا قال قولا ليس عليه دليلٌ في كُتُبِنَا على الإطلاق.

أكرر أن موسى شاهين لاشين قال قولًا لا دليل عليه، وكذلك مَنْ نَحَا نَحْوَه.
ونحن كمسلمين لا يلزمنا إلا ما جاءنا بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.

ونتحدّى أي نصراني أو رافضي يأتي برواية صحيحة تقول أن أمَّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أرضعتْ أحدًا.

عاشرًا: مُثير الشبهة يريد من وراء ذلك أن يظهر دين الإسلام العظيم في صورة الدين الذي يدعو إلى ارتكاب الفواحش والمُحرّمات.

مع أن كتاب المسلمين يقول:
{ قل إن الله لا يأمر بالفحشاء, أتقولون على الله ما لا تعلمون }. سورة الأعراف آية 28.

ويقول: { قل إنما حرّم ربي الفواحِشَ ما ظَهَرَ منها وما بطن }.

حادي عشر: دين النصارى مليء بالنصوص التي تدعو  إلى الفواحش !

ولن نتكلم بدليل من رؤوسنا, بل بكلام أكبر علمائهم في زماننا هذا.

  • يقول الأب متى المسكين عن قصة المرأة الزانية:

{ يفتتح يوحنا الأصحاح الثامن بحادثة المرأة التي أُمسكت وهى تخطئ ويبدو أن هذه القصة في ظاهرها لا تتماشى مع سياق أحاديث المسيح في الهيكل ويعترض العلماء على هذه القصة هنا في هذا الموضع من إنجيل يوحنا.

ولقد انقسم الآباء الاوائل ما بين مؤكد لصحة الرواية ولورودها في مكانها الصحيح أمثال (جيروم) و(أغسطين)و (أمبروسيوس) وكثير من آباء الكنيسة الغربية.

ويكشف هؤلاء الآباء عن سبب غياب هذه القِصَّة في المخطوطات الأخرى وهو خوف الآباء الأوائل من استخدام هذه القصة كمشجع للانحلال الخُلُقِي مما حدا بهم الى حذفها من نسخ بعض المخطوطات }.

شرح إنجيل يوحنا للأب متى المسكين ج1 ص509.

قصة المرأة الزانية تشجع على الانحلال الخُلقي يا نصارى, وآباؤكم القدماء حذفوها بسبب ذلك.

وطبعا بسبب وجود هذه القصة حاليا هي وغيرها من نصوص الزنا والجنس والدعارة في كتبكم نجد كنائسكم ينتشر فيها الزنا والجنس !!

 

 هذا رد مختصر جدا, ولم أضع فيه كل أدلتي, ولعلَّه بمشيئة الله يكون لي حلقة كاملة عن هذه الفرية على قناة مكافح الشبهات.

 ،،،، والحمد لله رب العالمين