أرشيف المدونة
هذا الصديق الأكبر هذا فاروق هذه الأمة
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فهذه روايات وضعها الرافضة الأوائل ليمرروا دينهم الباطل عبرها، ففكرت أنَّ عَرْضَها وتفنيدها سيكون نافعًا بمشيئة الله للمسلمين على شبكة الإنترنت! خصوصًا الإخوة المهتمون بالرد على الشيعة الرافضة.
لكن قبل عرض الروايات ينبغي أن أذكر أحد الأصول المهمة عند المسلمين، وهي أنه لا يوجد عالِمٌ مُسْلِمٌ واحد يقول إن جميع ما في كتب المسلمين صحيح! بل اتفق جميعُ علماءِ المسلمين أن الكتب فيها الصحيح والضعيف، وأنه لا تقوم الحجة عند علماء المسلمين في باب العقائد والتشريع والأحكام إلا بالروايات الصحيحة أو الحسنة!
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن أهمية الاسناد:
[وَعِلْمُ الْإِسْنَادِ وَالرِّوَايَةِ مِمَّا خَصَّ اللَّهُ بِهِ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَهُ سُلَّمًا إلَى الدِّرَايَةِ . فَأَهْلُ الْكِتَابِ لَا إسْنَادَ لَهُمْ يَأْثُرُونَ بِهِ الْمَنْقُولَاتِ ، وَهَكَذَا الْمُبْتَدِعُونَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَهْلُ الضَّلَالَاتِ ، وَإِنَّمَا الْإِسْنَادُ لِمَنْ أَعْظَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْمِنَّةَ ” أَهْلُ الْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ ، يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالسَّقِيمِ وَالْمُعْوَجِّ وَالْقَوِيمِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالْكُفَّارِ إنَّمَا عِنْدَهُمْ مَنْقُولَاتٌ يَأْثُرُونَهَا بِغَيْرِ إسْنَادٍ ، وَعَلَيْهَا مِنْ دِينِهِمْ الِاعْتِمَادُ ، وَهُمْ لَا يَعْرِفُونَ فِيهَا الْحَقَّ مِنْ الْبَاطِلِ ، وَلَا الْحَالِي مِنْ الْعَاطِلِ].
مجموع الفتاوى ج1 ص9
• قال شيح الإسلام ابن تيمية:
[ وَلَكِنَّ الْمَقْصُودَ هُنَا أَنَّا نَذْكُرُ قَاعِدَةً فَنَقُولُ: الْمَنْقُولَاتُ فِيهَا كَثِيرٌ مِنَ الصِّدْقِ وَكَثِيرٌ مِنَ الْكَذِبِ، وَالْمَرْجِعُ فِي التَّمْيِيزِ بَيْنَ هَذَا وَهَذَا إِلَى أَهْلِ عِلْمِ الْحَدِيثِ، كَمَا نَرْجِعُ إِلَى النُّحَاةِ فِي الْفَرْقِ بَيْنَ نَحْوِ الْعَرَبِ وَنَحْوِ غَيْرِ الْعَرَبِ، وَنَرْجِعُ إِلَى عُلَمَاءِ اللُّغَةِ فِيمَا هُوَ مِنَ اللُّغَةِ وَمَا لَيْسَ مِنَ اللُّغَةِ، وَكَذَلِكَ عُلَمَاءُ الشِّعْرِ وَالطِّبِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَلِكُلِّ عِلْمٍ رِجَالٌ يُعْرَفُونَ بِهِ ]. منهاج السنة النبوية (7/ 34).
• قال الإمام النووي:
[ قال الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو عَمْرِو بْنُ الصَّلَاحِ رَحِمَهُ الله شرط مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه أن يكون الحديث متصل الاسناد بنقل الثقة عن الثقة من أوله إلى منتهاه سالما من الشذوذ والعلة قال وهذا حد الصحيح فكل حديث اجتمعت فيه هذه الشروط فهو صحيح بلا خلاف بين أهل الحديث ]. شرح النووي على مسلم ج1 ص34 ط قرطبة.
الرواية الأولى:
رواها الطبراني فقال: [ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْوَزِيرُ الأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي سُخَيْلَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَعَنْ سَلْمَانَ، قَالا: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، فَقَالَ: ” إِنَّ هَذَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ يُصافِحُنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَذَا الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ، وَهَذَا فارُوقُ هَذِهِ الأُمَّةِ، يُفَرَّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَهَذَا يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمَالُ يَعْسُوبُ الظَّالِمِ “].
أولا: هذا السند ضعيف للعلل الآتية:
1. عمر بن سعيد البصري: ضعيف الحديث.
2. أبو سخيلة: مجهول العين والحال.
فهذه الرواية تخالف الشرطين الثاني والثالث من شروط صحة الرواية!
ثانيا: متن الرواية عليه عدة إشكالات:
- أول من أسلم هو أبو بكر الصديق وليس علي بن أبي طالب كما هو ثابت في صحيح مسلم.
- الصديق الأكبر هو أبو بكر الصديق بلا خلاف عند علماء المسلمين، وذلك لأنه الوحيد الذي لَقَّبَه الرسولُ صلى الله عليه وسلم بهذا اللقب الشريف. فكيف يقال إن عليًا هو الصديق الأكبر؟!
- لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم سمَّى علي بن أبي طالب الصديق الأكبر وفاروق هذه الأمة، لنقل الصحابة رضي الله عنهم ذلك وتداولوه بينهم.
ثالثا: ليس لدينا مشكلة على الإطلاق أن نثبت هذه الأوصاف وهذه الألقاب لعلي بن أبي طالب عليه السلام والرضوان، وهو من هو، ولكن مشكلتنا هي حرمة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم التقول عليه ما لم يقله. فلقد حذرنا عليه الصلاة والسلام قائلا: [ مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ]. رواه مسلم في صحيحه.
رابعا: إذا كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو أفضل رجل في الأمة الإسلامية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم – كما يقول المستدل بهذه الرواية وأمثالها – فلماذا نجد الروايات مستفيضة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بتفضيل أبي بكر وعمر وعلى رضي الله عنهما نفسه؟!
وإليك بعض هذه الروايات:
1. عَنْ وَهْبٍ السُّوَائِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ، فَقَالَ: مَنْ خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ فَقُلْتُ: أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: ” لَا خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، وَمَا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ “.
مسند أحمد ط الرسالة (2/ 201)
2. عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، سَمِعْتُ عَلِيًّا،، يَقُولُ: ” خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَلَوْ شِئْتُ لَحَدَّثْتُكُمْ بِالثَّالِثِ ]. مسند أحمد ط الرسالة (2/ 224).
3. عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: ” أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو بَكْرٍ، وَخَيْرُهَا بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ: عُمَرُ، ثُمَّ يَجْعَلُ اللهُ الْخَيْرَ حَيْثُ أَحَبَّ ]. مسند أحمد ط الرسالة (2/ 245).
4. عن محمد بن علي بن أبي طالب قال: قلت لأبي: أيُّ الناس خيرٌ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟! قال: ثم عمر. قال: وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت؟! قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين. صحيح البخاري – حديث رقم: 3671.
والحمد لله رب العالمين ،،،،
براءة جابر بن زيد من الأباضية – حلقة (2)
قناة مكافح الشبهات – أبو عمر الباحث
مسند الربيع بن حبيب في ميزان البحث العلمي
براءة جابر بن زيد من الأباضية – حلقة (2)!
الحمد لله والصَّلَاةُ والسَّلَامُ على سيدنا رسول الله، وعلى آلِهِ وصحبه ومَنْ وَالَاهُ، وبعد:
فهذا هو الجزء الثاني من دِرَاسَةٍ كتبتُها من واقِعِ ملاحظاتي وقراءتي في مُسْنَدِ الربيع بن الحبيب الفراهيدي الذي تعتبره الإباضيةُ أَهَمَّ كُتُبِ الحَدِيث النبوي!!
وسبب هذه الدراسة أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قال: [لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَلِجْ النَّارَ].([1])
وقال عليه الصلاة والسلام: [مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ].([2])
وهذا حديث في منتهى الخطورة، إذْ أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم جعل الْـمُتَقَوِّلَ عليه ما لم يَقُلْهُ في النار، لأنه في الحقيقة كَاذِبٌ على الله، لِأَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المبلِّغُ عن الله، وكلامُه وأفعالُه وإقرارُه تشريع للعباد، والكاذِبُ عليه كاذِبٌ على الله في الحقيقة!
قال الحافظ ابن حجر الْعَسْقلاني:
[ تَقْوِيلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ يَقْتَضِي الْكَذِبَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، لِأَنَّهُ إِثْبَاتُ حُكْمٍ مِنَ الْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ سَوَاءٌ كَانَ فِي الْإِيجَابِ أَوِ النَّدْبِ، وَكَذَا مُقَابِلُهُمَا وَهُوَ الْحَرَامُ وَالْمَكْرُوهُ ].([3])
فالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخطر الأمور، ولهذا فإنَّ صيانةَ كلامِهِ صلى الله عليه وسلم عن الكذب والوضع من أخص العِبَادَاتِ وأفضل القربات إلى الله سبحانه.
وَبِنَاءً على ما سبق قررتُ عملَ دراسةٍ مختصرةٍ حول هذا الكتاب من خلال رُوَاتِهِ، وما قيل في هؤلاء الرواة سواء كانوا من الصحابة أو التابعين أو مَن جاء بعدهم، وما قاله بعضُ هؤلاءِ الرواةِ أنفسهم في الأباضية أو في أَسْلَافِهِم من أهل النهروان بشكلٍ عامٍ.
ذكرت في الحلقة الأولى أَنَّ مُؤَلِّفَ كِتَابِ ” الإباضية ومنهجية البحث عند المؤرخين وأصحاب المقالات ” حاول تضعيفَ الرواياتِ التي تؤكِّد براءة الإمام جَابِرَ بْنَ زَيد من الأباضية، ضَارِبًا بالقواعد المنهجية العلمية المعروفة عرضَ الحائط!!
فيقول:
.
فقام الأباضيُّ بإنكار الرواية ورآها غيرَ صالحةٍ للدلالة بسبب عارم بن الفضل ولأنَّ جابرًا لم يذكر الأباضيةَ فيها!!
فهل يعرف الأباضيُّ قومًا نُسِبَتْ البراءةُ لجابر بن زيد منهم إِلَّا الأباضية؟!
سبحان الله!!
ويبدو أنَّ الأباضيَّ لم يقرأ الروايةَ جيدًا قبل أن ينكرها!
فالكلام ليس على لِسان جابر بن زيد رحمه الله أَصْلًا، وإنما هذا وصفُ التابعي الجليل الإمام محمدِ بنِ سيرينَ لجابر رحمهما الله!
فالمتكلم في هذه الرواية هو الإمام محمد بن سيرين، يقول وَاصِفًا حالَ جابر إِنَّه كان بريئًا مما يقولون.
وهذا يوضح أَنَّ الأباضية زعمت نسبتها إلى جابر بن زيد في زمان التابعين، فَأَسْرَع جابر بتبرئة نفسه من نسبتهم إليه – كما في الرواية الأولى – ، وقام الذين يعرفون جابر بن زيد كمحمد بن سيرين وغيره بنفي هذه الفرية عنه كما في هذه الرواية وغيرها !
ثم إن براءة جابر من الأباضية ثابتةٌ بِلَفْظٍ صَرِيحٍ صحيحٍ منه كما تقدم في البحث الأول، فما وجه إنكار هذه الرواية على عارِم وكأنَّها مما اختلط فيه عارم؟!
بل الصحيح أن هذه الرواية مما لم يختلط فيه عارم!
والمدهش أن الأباضي علي الحجري نقل لنا كلامَ ابنِ حِبَّان عن عَارِم، ولم ينقل لنا – كعادته – إنكار العلماء على ابن حبان في كلامه عن عارم بن الفضل السدوسي!!
وسنرتب الكلامَ في هذا الموضوع إلى عِدَّةِ نِقَاط:
أولا:
هذه الرواية مما حَدَّثَ به عارِمٌ قبل اختلاطه، لأنَّ عَارِمَ بن الفضل لم يُحَدِّثْ بعد اختلاطِهِ إلا حديثا واحدًا، وسيأتي ذكره بعد قليل.
قال الذهبيُّ:
[ محمد بن الفضل أبو النعمان السدوسي الحافظ عارم .. تَغَيَّرَ قَبْل موته فمـا حَدَّثَ ].([4])
فإذا كان عارِمُ بن الْفَضْلِ لم يُحَدِّثْ بعد اختلاطِهِ فاحْتجاجُ الأباضيِّ باختلاطِ عارِم على ضَعْفِ الرواية ورفضِها ليس له مَحلٌّ من الإعراب هاهنا، لأن الرواية كانت قبل اختلاطه!
ثانيا:
عَارِم لم يظهرْ له حديثٌ واحدٌ منكرٌ بعد اختلاطِهِ، لأنه تَوَقَّفَ عن التحديث كما بَيَّنَّا!
قال الإمامُ الذهبيُّ:
[وقال الدارقطني: تغير بِأَخَرَةٍ، وما ظهر له بعد اختلاطِهِ حَدِيثٌ مُنْكَر ، وهو ثِقَةٌ ! ].([5])
ثم وَبَّخَ الذهبيُّ ابنَ حِبَّانَ توبيخًا شديدًا على قوله في عارم، فقال بعد ذِكْرِ كلامِ الدارقطني:
[ فهذا قولُ حافِظِ العَصْرِ (الدارقطني) الذي لم يَأْتِ بعد النَّسَائِيِّ مثلُه ، فأين هذا القول من قول ابن حبان الخَسَّافِ المتهور في عارم ، فقال: اختلط في آخر عُمُرِهِ وَتَغَيَّرَ حَتَّى كَانَ لا يَدْرِي ما يُحَدِّثُ بِهِ، فوقع في حديثه المناكيرُ الكثيرة ، فيجب التَّنَكُّبُ عن حديثه فيما رَوَاهُ المتأخرون، فإذا لم يُعْلَمْ هذا مِنْ هَذَا تُرِكَ الْكُلُّ، ولا يُحْتَجُّ بِشَيءٍ منها !
قال الذهبيُّ:
[ ولم يقدِر ابنُ حِبَّانَ أن يسوقَ له حديثًا منكرًا، فأين ما زَعَمَ ؟! ].([6])
قلت (أبو عمر) :
قال الذَّهَبِيُّ في السير: [بَلَى، لَهُ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، عَنْ أَنَسٍ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بشِقِّ تمرَةٍ”، وَقَدْ كَانَ حَدَّثَ بِهِ مِنْ قَبْلُ عَنِ الحَسَنِ، بَدَلَ أَنَسٍ، مُرْسَلاً، وَهُوَ أَشبَهُ ، وَكَذَا رَوَاهُ عَفَّانُ وَغَيْرُهُ، عَنْ حَمَّادٍ ].([7])
فأخطأ عارم في رواية الحديث عن أنس، رغم أنه رواه قَبْلًا عن الحسن البصري مُرْسَلًا!
لكنَّ الأباضيَّ لم يذكر لنا هذا الكلامَ لأنه لا يخدم هدفَه ومرادَه، بل ذكر لنا قولَ ابن حبان فقط، ولم يذكر رَدَّ الذهبي عليه!
ونحن لَيس لدينا مشكلةٌ مع كلام ابن حبان – بخصوص رواية براءة جابر من الأباضية – كما سيأتي بيانه أيضًا إن شاء الله!
المضحك أنَّ الأباضيَّ في أَوَّلِ كِتابِهِ ذَكَرَ لنا قولَ شَيخِهِ مفتي الأباضية أحمد الخليلي يقول فيه:
[ وَإِنَّ مَنْ يُمْعِن نظرَه في التراث الأباضي الفكري – متجردًا من العوامل النفسية والمؤثرات الوراثية – يدرك كلَّ الإدراكِ أَنَّ الأباضيةَ أكثر فئات هذه الأمة اعتدالًا، وأسلمها فكرًا، وأقومها طريقًا، وأصحها نظرًا، وأصفاها موردًا ومصدرًا].([8])
قلت: هذا غير واضح في فعل الأباضيِّ الحجري وجميع دعاة الأباضية السابقين واللاحقين!!
فهؤلاء القوم لا يستحون من أنفسهم؟! يدلسون ويقتطعون ويزورون الحقائق، ثم يقولون بمنتهى البساطة إنهم أهلُ اعتدالٍ وسلامةٍ في الفِكْرِ واستقامةٍ في الطريق ونظرٍ وصفاءٍ!!
ثالثًا:
ابنُ سَعْدٍ سَمِعَ من عارِم قبل اخْتِلَاطِهِ:
يدل على ذلك أن الأئمة صَرَّحُوا أنَّ عارمًا لم يُحَدِّثْ بعد اختلاطِهِ كما ذكرتُ سابقًا، وجَدِيرٌ بالذِّكْرِ أَنْ أُنَوِّهَ أن عارم متوفَّى 224 هجرية، وابنُ سَعْدٍ متوفَّى 230 هجرية. أي بَعْدَ وفاةِ عارم بـ 6 سنين. فهما متقاربانِ في الطبقة، والإمام البخاري الذي سمع من عارم قبل اختِلاطه مُتَوَفَّى عام 256 هجرية، أي بعد وفاة عارم بـ 32 عامًا ! ، فإذا كان البخاريُّ قد مات بعد وفاة عارم بـ 32 عامًا مع ثبوت سَمَاعِهِ من عَارِم قبل اختِلاطِهِ، فمن باب أَوْلَى أَنَّ ابنَ سعد – الذي مات بعد عارم بـ 6 سنين – يكون سماعه من عارم قبل اختلاطه !
قال الحافظ ابن حجر الْعَسْقَلَانيُّ:
[ إِنَّمَـا سَمِعَ مِنْهُ البُخَارِيُّ سنة ثَلَاث عشرَة ، قبل اخْتِلَاطِه بِمدَّة ].([9])
فالإمامُ البخاريُّ رحمه الله سَمِعَ من عارِم قَبْلَ وفاته بـ 11 عَامًا، فالْبُخَارِيُّ – كما قلنا – تُوُفِّيَ عام 256، ومع ذلك كان سماع البخاري منه قبل الاختلاط.
قالَ الحَافِظُ السَّخَاوِيُّ:
[ قال أبو حاتِمٍ الرَّازِيُّ: اختَلَطَ عارِم في آخرِ عمرِهِ ، وزالَ عقلُهُ ، فمنْ سَمِعَ منهُ قبلَ الاختلاطِ فَسماعُهُ صحيحٌ، قالَ: وكتبْتُ عنهُ قبلَ الاخْتِلَاطِ سنةَ أربعَ عشرةَ، وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ سَنَةِ عِشْرِينَ فَسَمَاعُهُ جَيِّدٌ ].([10])
والرَّازِيُّ تُوُفِّيَ عام 277، أي بعد وفاة عارِم بـ 53 عامًا، وسَمَـاعُ أبي حاتمٍ الرازيِّ من عارِم كان قبل اختلاطِهِ، فمن باب أولى أن يكون ابنُ سعد – المتوفى عام 230 – سمعه قبل اختلاطه!
قال الحافظ زين الدين العراقي:
[عارم محمد بن الفضل أبو النعمان اختلط بآخرة، وَقَدْ قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ: مَا رَوَاهُ عَنْهُ الْبُخَارِيُّ وَالذُّهْلِيُّ وَغَيْرُهُمَا مِنَ الْحُفَّاظِ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مَأْخُوذًا عَنْهُ قَبْلَ اخْتِلَاطِهِ].([11])
إذًا فمحمد الذُّهْلِيُّ تُوُفِّيَ عام 258، أي بعد وفاة عارِم بـ 34 عامًا، وسَمَـاعُ الذُّهْلِيِّ من عارِم كان قبل اختلاطِهِ، فمن باب أولى أن يكون ابنُ سَعْدٍ المُتَوَفَّى عام 230 قد سمع منه قبل اختلاطه!
الْـخُلَاصَة: أن كِبَارَ الْـحُفَّاظِ الذين تُوُفُّوا بعد وفاة ابن سَعْد بعشرات السنين سَمِعُوا من عَارِمٍ قبل اختلاطِهِ، فمن باب أولى أَنْ يكونَ ابنُ سعد – الذي مات قبلهم بعشرات السنين – قَدْ سَمِعَ مِنْ عَارِمٍ قبل اختلاطِهِ، لأنه تُوُفِّيَ بعد عارم بـ 6 سنواتٍ فقط.
رابعًا:
يدلُّ على صِحَّةِ روايَةِ عَارِم في براءةَ جابر بن زيد من فرقة الأباضية أَنَّ بقية الرواياتِ الصحيحة في نفس هذا المعنى أَكَّدَتْ براءةَ جابر بن زيد من فِرْقَةِ الأباضية، فلو سَلَّمْنَا جَدَلًا باختلاط عَارِم؛ فاختلاطُه لا ينطبق على هذه الرواية، بل هذه الرواية من صحيح حديثه الذي وافقَ فيه الثقاتِ، إِذْ لم يتفرد عارِمٌ بالرواية، فكيف يُحْتَجُّ على ضَعْفِ هذه الروايةِ بِاخْتِلَاطِهِ؟!
خامسًا:
سؤال للأباضية: إذا كان عارِم بن الفَضْلِ مَطْعونًا عليه وضعيفًا كَمَـا يحاول الأباضيُّ عليّ الحَجَرِيُّ أن يُشَوِّشَ عليه؛ فلماذا تستدلون بروايات عارِمٍ في فَضَائِلِ جابر بن زيد في كتبكم؟!
لماذا احتوت كُتُبُكُمْ على رواياتِ عارم التي فيها ثناءُ علماءِ التابعين على جابر بن زيد؟!
يقول الأباضي بدر السعيدي في بحث تخرجه بعنوان: وصل مراسيل الإمام جابر بن زيد في مسند الربيع بن حبيب، المبحث الثالث: عدالته وتوثيقه:
[اشتهر الإمام جابر بن زيد بالعلم والورع والعدل مما جعل الصحابة والتابعين رضي الله تعالى عنهم يثنون عليه، وكذلك ممن أتى بعدهم، وسأنقل في هذا المبحث بعض ما قيل عنه: قال ابن سعد: أخبرنا عارم بن الفضل قال: ” حدثنا حماد بن زيد عن خالد ابن فضاء عن إياس قال: [أدركتُ البصرةَ ومفتيهم رجل من أهل عمان؛ جابر بن زيد].([12])
وليلاحظ القارئُ الكريم أن هذه الروايات أيضًا من رواية ابن سعد عن عارم!!
كذلك استدلَّ الْأَباضِيُّ إبراهيم بن علي بولرواح صاحبُ موسوعة آثار الإمام جابر بن زيد الفقهية، بكثير من روايات عارم بن الفضل في الثناء على جابر بن زيد ومَدْحِهِ، فقال:
قال يحيى بن سعيد القطان: أخبرنا عارِمُ بنُ الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن خالد بن فضاء عن إياس قال : أدركتُ البصرةَ ومفتيهم رجلٌ من أهل عمان جابر بن زيد].([13])
وذكر هذه الرواية نَقْلًا عن الطبقات الكبرى لابن سعد، وليس فيها ذكر يحيى بن سعيد القطان. فقال:
[أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْنُ زَيْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ فَضَاءٍ عَنْ إِيَاسَ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْبَصْرَةَ وَمُفْتِيهِمْ رَجُلٌ مِنْ أهل عُمَانَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ].([14])
فالرواية في الطبقات من رواية عارم بن الفَضْلِ السدوسي أيضًا!
فما هو الضابط عند هؤلاء القوم؟! لماذا استدلوا برواية عارم بن الفَضْلِ إذا كانوا يُضَعِّفُونَهُ؟!
ولماذا ضَعَّفُوا روايته إذا كانوا يوثقونه؟!! هذا هو اتِّبَاعُ الهوى في أسوء صوره وأقبح مراحله!!
يقول الأَباضيُّ علي الحجري في مقدمة كتابه:
[لهذا فلا بد للجميع أن يحتكموا إلى الحق الذي يعترف بسلطانه كُلُّ مُسْلِمٍ في إثباتِ ما هو ثابتٌ بالدليلِ القاطعِ، وإبطالِ ما هو باطلٌ بالحجة الواضحة البينة].([15])
فأين الاحتكام إلى الحق الذي يعترف بسلطانه كُلُّ مُسْلِمٍ في تضعيفِكَ لروايةٍ صحيحةٍ ثابتةٍ؟!
وأين استدلالك بما هو ثابتٌ بالدليل القاطع، وأين الحُجَجُ الواضحةُ البينة هنا؟!!!!
ما هذا التزوير والتلبيس والتدليس؟!
ثم كيف تَدَّعُون مَحَبَّتَكُم لجابر بن زيد وأنتم تُكَذِّبُون الصحيحَ الثابتَ من آثَارِهِ وَأَقْوَالِهِ؟!
سادسًا: نذكر شيئًا من أقوال علماء الجرح والتعديل في عارِم بن الفضل:
قال الإمامُ الذهبيُّ:
[ عَارِمٌ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ السَّدُوْسِيُّ البَصْرِيُّ الحَافِظُ، الثَّبْتُ، الإِمَامُ ].([16])
وقَالَ ابْنُ وَارَةَ: حَدَّثَنَا عَارِمٌ الصَّدُوْقُ المَأْمُوْنُ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: إِذَا حَدَّثَكَ عَارمٌ فَاخْتِمْ عَلَيْهِ، عَارمٌ لاَ يتَأَخَّرُ عَنْ عَفَّانَ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ يُقَدِّمُ عَارماً عَلَى نَفْسِهِ إِذَا خَالَفَهُ فِي شَيْءٍ، وَيرجعُ إِلَى مَا يَقُوْلُ عَارمٌ، وَهُوَ أَثْبَتُ أَصْحَابِ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، بَعْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، وَقَالَ: عَارمٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَسُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ عَنْ عَارمٍ، فَقَالَ: ثِقَةٌ ].([17])
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ: فَمَنْ سَمِعَ مِنْ عَارِمٍ قَبْلَ الِاخْتِلَاطِ فَهُوَ أَحَدُ ثِقَاتِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّمَا الْكَلَامُ فِيهِ بَعْدَ الِاخْتِلَاطِ].([18])
سابعًا: المتكلم في الرواية هو محمد بن سيرين، ولسنا في حاجة للكلام عن توثيقه، فمجرد ذِكْرِ اسْمِهِ كافٍ عند أهل العلم والفهم، فهو إمام سيد من أئمة وسادات التابعين!
الخلاصة: أَنَّ عَارِمَ بنَ الفَضْل ثِقَةٌ، ولكن اختلطَ في آخر عمره، فلم يُحَدِّثْ، ولم يظهر له حديث منكر إلا ما أشرنا إليه سابقًا. ولو افترضنا أن ابن سعد سمع منه بعد اختلاطه؛ فرواية براءة جابر بن زيد من الأباضية ليست مما اختلط فيه عارم، لأنه وافق غيره من الحفاظ والثقات.
فأقل ما يُوصَف فِعْلُ الأباضي علي الحجري به أنه جناية شرعية وسوأة فكرية وخيانة علمية وجريمة أخلاقية في حق الدين والعلم والتاريخ أَوَّلًا، ثم في حق جابر بن زيد، ثم في حق قُرَّائِهِ مِنَ الْأَبَاضِيَّةِ!!
ولا يفوتني أن أقول إني لم أَجِدْ أَحَدًا من الأباضية رَدَّ عليه وَبَيَّنَ له خطأه إلى الآن، فكأنَّ القَومَ لم يعلموا ماذا يفعل صَاحِبُهُم ولم ينتبهوا لتزويره وتدليسه ، أو أنهم عرفوا واستمرئُوا وسكتوا!
والله المستعان ، وهو حسبنا ونعم الوكيل !
………………
إلى دَيَّانِ يَومِ الدِّينِ نَمْضِي ** وَعِنْدَ اللهِ تَجْتَمِعُ الخُصُوم
تمت بحمد الله
كتبه أبو عمر الباحث
غفر الله له ولوالديه
صباح الثلاثاء يوم في الثامن من ربيع الآخر لعام 1439 هجرياً
الموافق 26 من ديسمبر لعام 1017 ميلادياً
([8]) الإباضية ومنهجية البحث عند المؤرخين وأصحاب المقالات عليّ الحجري ص5، ط مكتبة الجيل الواعد – مَسْقَط – سلطنة عمان.
([12]) المؤلف بدر بن خميس بن راشد السعيدي ص11، معهد العلوم الشرعية – وزارة الأوقاف والشؤون الدينية – سلطنة عمان.
([15]) الإباضية ومنهجية البحث عند المؤرخين وأصحاب المقالات عليّ الحجري ص19، ط مكتبة الجيل الواعد – مَسْقَط – سلطنة عمان.
([18]) الضعفاء الكبير للعقيلي (4/ 122)
براءة جابر بن زيد من الأباضية – حلقة (1)
لماذا لا نترك الإسلام وندخل المسيحية ؟؟؟؟
لماذا لا نترك الإسلام وندخل المسيحية ؟؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
سؤال خطير ينبغي لكل مسلم ومسيحي أن يتدبره ويتدبر إجابته
لماذا لا نترك الإسلام وندخل المسيحية ؟؟؟؟
مشكلة التحول من الإسلام إلى المسيحية أن كل مسلم سيترك الإسلام العظيم ويؤمن بالعقيدة المسيحية سيتغير فكرُه تماما تغيّرا جذريّا
فبدلا من أنه كان يعظّمُ اللهَ سبحانه وتعالى حقَ التعظيم
(اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)(آل عمران)(2)
سيضطر آسفاً أن يعتقد أنه إله ضعيف ضربه خلقه وبصقوا عليه بل وقتلوه وصلبوه
(حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه.وآخرون لطموه) انجيل متى)(Mt-26-67)
هل هذا الضعيف هو رب العالمين مالك الملك وملك الملوك ؟؟
فابتدأ قوم يبصقون عليه ويغطّون وجهه ويلكمونه ويقولون له تنبأ.وكان الخدام يلطمونه)(مرقص 14-65)
(التي لم يعلمها احد من عظماء هذا الدهر.لأن لو عرفوا لما صلبوا ربَ المجد)
(كورنثوس الأولى 1-8)
كان يعتقد في الله أنه حَكَمٌ عَدْلٌ لا يظلم الناس شيئا
[ واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ][البقرة.281]
[ وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون ] [الجاثية.22]
[ قل أغير الله أبغي رباً وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ] [الأنعام.164]
[ من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ][الإسراء .15]
والآن سيعتقد في الله جلّ جلاله أنه ظالم لأنه حمّلنا خطيئة لم نعملها ولم نرها بل ولا رأينا الذي فعلها
(لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع.)(1كورونثوس 15-22)
عجيب جدا ، لماذا يموت الجميع في أدم ؟
ما ذنبي أنني وُلدتُ لأجدَ نفسي محملا بخطيئة لم أقترفها ؟؟
كان يعتقد في الله (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ) سورة النحل آية 90
(وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (الأعراف)(28)
ولكن اذا اعتنق المسيحية سيعتقد في الله
(اول ما كلّم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى واولاد زنى لان الارض قد زنت زنى تاركة الرب.) (هوشع 1-2)
سيترك المسلم قوله تعالى (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا)(الإسراء)( 32 )
وسيعتقد المسلم (هلم نرتو ودّا الى الصباح.نتلذذ بالحب.لان الرجل ليس في البيت.ذهب في طريق بعيدة)(الأمثال 7-18)
(هلم نرتوي من الحب إلى السحر ونتمتع بملذات الغرام) (الكاثوليكية)
سيعتقد المسلم أن الله قائلٌ هذا
((في راس كل طريق بنيت مرتفعتك ورجّست جمالك وفرّجت رجليك لكل عابر واكثرت زناك.)(حزقيال 25-16)
سيعتقد المسلم أن الله يقول هذا أيضا
(فأولعت بعشاقها هناك، الذين عورتهم كعور ة الحمير ومنيهم كمني الخيل)
(الحياة)(حزقيال 16-20)
كان المسلم يعتقد أن المَسِيحَ عليه السلام من أشرف الناس نسباً ونسلاً والان سيعتقد أنه ابن زنا ومن نسل زناة من نسل يهوذا الذي زنا بزوجة ابنه وانجب منها فارص وزارح وهم أجداد يسوع- وثامار وبثشبع اشهر زانيات التاريخ كله – بحسب الكتاب المقدس .
هل رأيتم حجم المأساة والمعاناة ؟
هل تريدون منا أن نعتقد أن المسيح عليه السلام من نسل أولئك الزناة ؟
كان يعتقد أن المسيح عليه السلام (رحمة) كما في سورة مريم21
(قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا)
والان سيعتقد فيه أنه لعنة
(الفانديك)(الرسالة الى غلاطية)(Gal-3-13)(المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة.)
(الفانديك)(الرسالة الأولى الى كورونثوس)(Cor1-12-3)(لذلك اعرفكم ان ليس احد وهو يتكلم بروح الله يقول يسوع اناثيما.وليس احد يقدر ان يقول يسوع رب الا بالروح القدس.)
اناثيما كلمة يونانية معناها ملعون أو لعنة= معجم الالفاظ العسرة في الكتاب المقدس –
كان المسلم يعتقد في المسيح عليه السلام أنه كان بارا بأمه السيدة مريم المطهرة المبرأة من فوق سبع سماوات عليها السلام
(وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) (مريم)(32)
—
والان سيعتقد المسلم انه كان عاقا لها
(ولما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر.قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة.لم تأت ساعتي بعد.)(انجيل يوحنا 2-3)
— وبل وينفي عنها الإيمان
(فقال له واحد هوذا امك واخوتك واقفون خارجا طالبين ان يكلموك.فاجاب وقال للقائل له.من هي امي ومن هم اخوتي. ثم مدّ يده نحو تلاميذه وقال ها امي واخوتي)
انجيل متى 12-47
معاذ الله أن نصف المسيح عليه السلام بهذا !
كان المسلم يعتقد أن انبياء الله كانوا جميعا طاهرين عفيفين شريفين مبرأين والآن سيعتقد أن
مِنهم مَن كفر بالله كـ هارون !
ومنهم من أشرك بالله كـ سليمان !
ومنهم من زنا ببناته كـ لوط !
ومنهم من زنا مع زوجة قائده كـ داود !
ومنهم من زنا ابنه بابنته امنون وثامار ابناء داود !
ومنهم من فعل ابنه فيه الفاحشة نوح وابنه !
ومنهم من زنا ابنه بزوجاته أبشالوم بن داود !
بعدما كان يعتقد أن الله كرّمه ورفعَ قدرَه
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) (الإسراء)(70)
فالآن سيعتقد أن الله أهانه وشتمه
((اما الرجل ففارغ عديم الفهم وكجحش الفراء يولد الانسان) (أيوب 11-12)
(قلت في قلبي من جهة امور بني البشر ان الله يمتحنهم ليريهم انه كما البهيمة هكذا هم . لأن ما يحدث لبني البشر يحدث للبهيمة وحادثة واحدة لهم.موت هذا كموت ذاك ونسمة واحدة للكل فليس للإنسان مزية على البهيمة لان كليهما باطل.)(الجامعة 3-19،18).
كان المسلم بارا بوالديه كما أمره الله سبحانه
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا) (الإسراء)(o 23 o)
وكما أمره الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي قَالَ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ .
الآن سيعتقد المسلم
(ان كان احد يأتي اليّ ولا يبغض اباه وامه وامرأته واولاده واخوته واخواته حتى نفسه ايضا فلا يقدر ان يكون لي تلميذا.)(انجيل لوقا 14-26)
وأخيرا اللهم افتح بهذا الكلام العقول والقلوب واجعله برداً وسلاماً على قلوب المسلمين والنصارى الباحثين عن الحق .
وصلّ اللهم وسلمْ و باركْ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا