Category Archives: عمر بن الخطاب
هل هَمَّ عمر بن الخطاب بتحريق بيت فاطمة؟!
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فهذه صورة نشرها أَحَدُ الرافضة لرواية ضعيفة محاولًا الطعنَ بها على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأنه أراد إحراق البيت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم!
فأقول وبالله التوفيق:
أولًا: أول شروط صحة الرواية في دين الإسلام العظيم هو اتصال السند كما هو معلوم، وهذه الرواية فيها انقطاع، لأنَّ أَسْلَمَ العَدَوِيَّ مولى عمر بن الخطاب لم يعاصِرْ هذه الواقعة ولم يحضُرْها، وإلا فكيف عَلِمَ أَسْلَمُ مولى عمر بما حدث في البيت بعد ذهاب عمر ؟!
وهذا يقوِّي القولَ بأن أَسْلَمَ العَدَوِيَّ سَمِعَها من شخص ما، ولم يعاصرْ بنفسه هذه الواقعة ولم يحضرها!
بل هذا هو الحق في المسألة؛ لأن أسلم العدوي كان من سَبْيِ عين التمر، وكانت في سنة 12 من الهجرة! كما قال ابنُ كثير في البداية والنهاية.(1)
والنبي صلى الله عليه وسلم مُتَوَفَّى في ربيع الأول سنة 11 من الهجرة.(2)
وابنته السيدة فاطمة رضي الله عنها تُوُفِّيَتْ في شهر رمضان من نفس السنة بعد ستة أشهر من وفاة أبيها صلوات الله وسلامه عليه كما جاء في صحيح البخاري.(3) والبداية والنهاية لابن كثير.
وهذا يعني أن أسلَم العدوي لم يُعَاصِرْ هذه الواقعة! لأن هذه الواقعة – على فرض صِحَّتِهَا – ستكون قد حدثت في حياة السيدة فاطمة رضي الله عنها، يعني سنة 11 هجرية، وقبل سنة 12 هجرية.
وعمر بن الخطاب اشترى أَسْلَمَ العدوي سنة 12 هجرية. وهذا انقطاع واضح لا مِرْيَةَ فيه، ولله الحمد!
تنبيه:
رأيت أحد الرافضة يريد إلزامنا بتصحيح هذه الرواية ونفي الانقطاع لأن البخاريَّ يَروِي في صحيحه عن أسلم العدوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه!
قلتُ: ليس في ذلك ما يُتَمَسَّكُ به، لأنّ منهجَ البخاريَّ رحمه الله أنه كان ينتقي ما صَحَّ من أحاديث الثقات وأيضًا يَنتقي ما صَحَّ من أحاديث الرواةِ الـمُتَكَلَّمِ فيهم.
فالقياس على إخراج البخاري في صحيحه بمثل هذا الإسناد قياسٌ غيرَ صحيحٍ، فالبُخاري تأكَّدَ من اتصال الأسانيد في أحاديثه المسندة داخل صحيحه، وقال:
[ما أدخلت في كتاب الجامع إلا ما صح].(4)
فهل عند الرافضة دليلٌ على أنَّ البخاري أيضًا تأكد وتحقق من اتصال إسناد الرواية محل بحثنا (رواية التهديد بإحراق البيت) حتى يَصِحَّ قِياسُهُم؟!
ولمزيد من إفحام الرافضة ننقل قول الحافظ ابن حجر العسقلاني على الرواية التي يستدلون بها من صحيح البخاري لتصحيح السند وتمرير الانقطاع في رواية ابن أبي شيبة، فيقول رحمه الله:
[ هذا السياق صورته الإرسال لأن أسلم لم يدرك زمان هذه القصة لكنه محمول على أنه سمعه من عمر بدليل قوله في أثنائه قال عمر فحركت بعيري إلخ وإلى ذلك أشار القابسي وقد جاء من طريق أخرى سمعت عمر أخرجه البزار من طريق محمد بن خالد بن عثمة عن مالك ثم قال لا نعلم رواه عن مالك هكذا إلا بن عثمة وبن غزوان انتهى ]. فتح الباري لابن حجر (8/ 583) وهذا الكلام: [ هذا السياق صورته الإرسال لأن أسلم لم يدرك زمان هذه القصة] قاتل للرافضة.
فلو عجز الرافضة عن إثبات سماع أسلم للرواية من عمر أو أحد معاصري القصة ؛ له تكون الرواية مرسلة، والمرسل ضعيف كما هو معروف!
وقال الحافظ أيضًا:
[ وفي التفسير أن هذا السياق صورته الإرسال ، وأن الإسماعيلي والبزار أخرجاه من طريق محمد بن خالد بن عثمة عن مالك بصريح الاتصال، ولفظه عن أبيه عن عمر. ثم وجدته في التفسير من جامع الترمذي من هذا الوجه، فقال عن أبيه سمعت عمر. ثم قال: حديث حسن غريب، وقد رواه بعضهم عن مالك فأرسله، فأشار إلى الطريق التي أخرجها البخاري وما وافقها. وقد بينت في المقدمة أن في أثناء السياق ما يدل على أنه من رواية أسلم عن عمر لقوله فيه قال عمر فحركت بعيري …]. فتح الباري لابن حجر (9/ 58)
فرواية البخاري في صحيحه متصلة، والحديث صحيح عند الإمام البخاري وغيره، ولكن البخاري يحرص على رواية الأحاديث بأعلى إسناد لها طالما أنها صحيحة من طرق أخرى كما هو معروف.
كما أنَّ محمد بن بشر له أوهام كثيرة، فهو ثقة إذا حَدَّثَ من كتابه، أما إذا حَدَّثَ من حفظه جاء بأوهام.(5)
ويدل على ذلك أن ابنَ أبي عاصم قد روى نفس الرواية عن محمد بن بشر العبدي بدون زيادة التهديد بإحراق البيت!!
قال ابن أبي عاصم:
[ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبةَ، نا محمد بن بشر، عن عبيد الله بن عمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر قال لفاطمة رضي الله عنهما: والله ما كان أحد أحب إلي من أبيك، ولا أحدا أحب إلي بعد أبيك منك ].(6)
كما ترى أخي القارئ الكريم، فالرواية من طريق محمد بن بشر العبدي ليس فيها زيادة التهديد بإحراق البيت!!
فيدل ذلك على أن زيادة التهديد من أوهام محمد بن بِشر العبدي!
بل وجدت رواية أخرى عند الإمام أحمد في فضائل الصحابة عن محمد بن بشر العبدي، وهي أيضا دون زيادة التحريق!
قال الإمام أحمد:
[ 532 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قثنا أَبُو مَسْعُودٍ قَالَ: نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ يَدْخُلَانِ عَلَى فَاطِمَةَ فَيُشَاوِرَانِهَا، فَبَلَغَ عُمَرَ فَدَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ فَقَالَ: يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، مَا أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ أَبِيكِ، وَمَا أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ بَعْدَ أَبِيكِ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْكِ، وَكَلَّمَهَا، فَدَخَلَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ عَلَى فَاطِمَةَ فَقَالَتِ: انْصَرِفَا رَاشِدَيْنِ، فَمَا رَجَعَا إِلَيْهَا حَتَّى بَايَعَا ].(7)
ويدل على ذلك أيضا أن الحاكم روى نفس القصة بسنده عن غير محمد بن بشر العبدي دون ذِكر التحريق نهائيًا أيضًا، وهذا مما يدل على وهم محمد بن بشر العبدي في هذه الرواية بالفعل!
قال الحاكم في المستدرك:
[حَدَّثَنَا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفُ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكِ ، وَاللَّهِ مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ أَبِيكِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكِ].(8)
وليس في هذه الرواية لفظُ التهديدِ بالتحريق الذي يستدل به الرافضة، وهذا مما يُقَوِّي القولَ بأنه من أوهام محمد بن بشر العبدي.
كما أن رواية المستدرك – بدون لفظ التهديد بإحراق البيت – جاءت موصولةً بين أسلم وبين عمر رضي الله عنه: [ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ … ].
فانظر أخي القارئ الكريم كيف يستدل الرافضة بالرواية التي لم يقل فيها أسلمُ أنه أخذ الرواية عن عمر، وتركوا الرواية التي يقول فيها أسلم إنه أخذها عن عمر رضي الله عنه!!
وأنا في الحقيقة لا أفضِّل رواية عبد السلام بن حرب على رواية محمد بن بشر العبدي، فكلاهما فيه كلامٌ عند أهل العلم، ولكن روايته تدعم ترجيح اللفظ الذي رواه محمد بن بشر العبدي بدون لفظ التهديد بإحراق البيت كما ذكرنا، ويُبَيِّن أيضًا اضطراب العبدي في هذه الرواية.
والخلاصة أنَّ لفظ التهديد بتحريق البيت لا يصح سندُه للعِلَّتَينِ المذكورتينِ:
1. عدم حضور أسلم العدوي لهذه الواقعة، وعدم تصريحه أنه أخذها عن عمر رضي الله عنه.
2. الكلام في محمد بن بشر العبدي رحمه الله.
تنبيه: أفادني أحد الإخوة بأن الحافظ ابن رجب الحنبلي ذكر في شرح علل الترمذي أنَّ سماع الكوفيين من عبيد الله بن عمر العمري فيه شيء، وهذا كلام صحيح. ومحمد بن بشر العبدي كوفي، وهذا يؤكِّد ما قلتُه أعلاه ولله الحمد.
ثانيًا: أين ذهبت شجاعة علي بن أبي طالب التي يدندن عليها الرافضة حتى جعلوه في دينهم أشجعَ مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
حتى قال شيخُهُم نعمة الجزائري:
[روى الصدوق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أُعْطِيت ثلاثًا وعليٌّ مشاركي فيها ، وأعطِيَ عليٌّ ثلاثًا ولم أشاركه فيها، فقيل: يا رسول الله وما الثلاث التي شاركك فيها علي؟! فقال: لواء الحمد وعلي حامله، والكوثر لي وعلي ساقيه، والجنة والنار لي وعليٌ قسيمهما، وأما الثلاث التي أعطيت لعلي ولم أشاركه فيها ؛ فإنه أُعْطِيَ شجاعةً ولم أعطَ مثله، وأعْطِيَ فاطمة الزهراء زوجة ولم أعطَ مثلها، وأعطيَ ولديه الحسن والحسين ولم أعط مثلهما ].(9)
فانظر أخي القارئ الكريم كيف يجعل الشيعةُ عليًّا رضي الله عنه أشجعَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنهم في نفس الوقت رضوا بأن يصفوا عليًّا بالجبن وسلبوه شجاعته المشهورة فقط ليصححوا ويمرروا هذه الرواية الباطلة!!
ثالثًا: كيف تشترط فاطمة رضي الله عنها على عليِّ بن أبي طالب ألا يرجعَ إلى بيته ؟!
أليس بيتُ فاطمة هو نفسُه بيتَ علي بن أبي طالب ؟! فكيف يقال إنها طلبت من عليٍّ ألَّا يرجع إلى بيته؟! فهل يُلام الرجلُ إذا دخل بيته يا عِبادَ الله؟!
رابعًا: على فرض صِحَّة الرواية؛ فالرواية لم تقل إن عمر سيحرق البيت على فاطمة رضي الله عنها نفسها، بل قال عليهم هُم!
فالرواية تنسب إلى فاطمة عليها السلام أنها قالت لعلي والزبير: [وقد حلف (عمر) بالله إنْ عدتم ليحرقنَّ عليكم البيت].
فما علاقة هذا الكلام بفاطمة رضي الله عنها؟! ومن أين جاء الرافضة بأن التهديد كان لشخص فاطمة رضي الله عنها؟!
ثم إن الكلام كله على سبيل التهديد والتهويل فقط، كما يقول شيخ الشيعة الطبرسي الرافضي في كتابه الاحتجاج.(10)
خامسًا: إنْ صَحَّ تهديد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بإحراق البيت على علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ فهل يعقل أن عليَّا يمدح عمر بن الخطاب ويصفه بأنه عَمِلَ بسنةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
روى الإمام أحمد في مسنده عن عليٍّ رضي الله عنه قال:
[ قَبَضَ اللهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَيْرِ مَا قُبِضَ عَلَيْهِ نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ فَعَمِلَ بِعَمَلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ، وَعُمَرُ كَذَلِكَ].(11)
ثم إنْ صَحَّ تهديد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بإحراق البيت عليه ؛ أفليس هذا يجعل عليًّا رضي الله عنه يجد في قلبه على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؟!
فما رأي الرافضة في هذا الموقف؟!
[ عن عُقْبَة بْن الْحَارِثِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ صَلاةِ الْعَصْرِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَيَالٍ، وَعَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ، فَمَرَّ بِحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَلْعَبُ مَعَ غِلْمَانٍ، فَاحْتَمَلَهُ عَلَى رَقَبَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ: وَا بِأَبِي شِبْهُ النَّبِيِّ … لَيْسَ شَبِيهًا بِعَلِيِّ، قَالَ: وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ].(12)
وأيضا جاء في صحيح البخاري عن ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ:
[وُضِعَ عُمَرُ عَلَى سَرِيرِهِ فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُصَلُّونَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَجُلٌ آخِذٌ مَنْكِبِي، فَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ وَقَالَ مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ، وَحَسِبْتُ إِنِّي كُنْتُ كَثِيرًا أَسْمَعُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ].(13)
لاحظ قول علي بن أبي طالب لعمر: [ مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ].
فعليُ بن أبي طالب هنا يُصِرَّح أنه يحب أن يلقى اللهَ بعمل مثل عَمَلِ عمرَ بن الخطاب!!
فإن صح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد تحريق بيت فاطمة على عليٍّ والزبير ؛ هل سيقول علي بن أبي طالب إنه يحب أن يلقى اللهَ بمثل عَمَلِ عمر بن الخطاب؟!!
هل يحب علي رضي الله عنه أن يلقى الله وقد هَمَّ أن يُحَرِّقَ بيتَ فاطمة رضي الله عنها كما يزعم الرافضة؟!
ثم إذا كان ذلك كذلك؛ فلماذا يقول علي بن أبي طالب إن عمر بن الخطاب خير منه وأفضل منه؟!
عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: [قَامَ عَلِيٌّ فَقَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَإِنَّا قَدْ أَحْدَثْنَا بَعْدَهُمْ أَحْدَاثًا يَقْضِي اللهُ تَعَالَى فِيهَا مَا شَاءَ].(14)
وعَنْ وَهْبٍ السُّوَائِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ، فَقَالَ: ” مَنْ خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ ” فَقُلْتُ: أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: ” لَا خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، وَمَا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ .(15)
وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ – وهو محمد بن علي بن أبي طالب – قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ عُمَرُ وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ قُلْتُ ثُمَّ أَنْتَ قَالَ مَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ.(16)
فهؤلاء ثلاثة من سادات التابعين قد رَوَوا عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال إن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما خيرٌ منه وأفضل منه!
فهل يقول علي بن أبي طالب هذا الكلام عمن اغتصبوا منه الخلافة وأرادوا إحراق بيته عليه بالنار، كما يزعم الرافضة ؟!
سادسًا: هل يعتقد الرافضة حَقًّا بصحة هذه الرواية؟!
إن قالوا نعم، فآخِرُ الرواية ينسف دِينَ الرافضة ويهدِمُه مِن أساسه. فتقول الرواية في آخرها إن عليًّا والزبير بايعا أبا بكرٍ الصديق رضي الله عنهم جميعًا.
وبيعة علي بن أبي طالب لأبي بكر الصديق رضي الله عنهما تستأصل دين الشيعة الروافض من أساسه.
فدين الرافضة يقوم على وجود اثني عشر إمامًا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقولون إنَّ عليًّا وَصِيُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإذا كان الوَصِيُّ نفسه قد بايع بالخلافة رَجُلًا غيرَه، فقد ضاع دين الرافضة في العَرَاء، وتاه في الصحراء!!
وإنْ قالوا لا نعتقد صحتها، بل نلزمكم بما في كتبكم؛ قلنا لهم، هذه كتبنا، ونحن أدرى بها من غيرنا، والرواية بحسب قواعد علم الحديث لم تَثْبُتْ صِحَّتُهَا بسبب الانقطاع المذكور بين أسلم العدوي وبين الواقعة وأيضا للكلام المذكور في محمد بن بشر العبدي!
فإن أردتم أن تُلْزِمُونا فألزمونا بما نعتقد صِحَّتَهُ، وليس بعكس ذلك!
ثم إن كتبنا أيضا قالت إن عليًا رضي الله عنه قال إن أبا بكر وعمر عَمِلَا بعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وسارا على نفس مسيرته!!
روى الإمام في مسنده عن عبدِ خَيْرٍ، قال:
[ قام عليٌّ على المنبر، فذكر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: ” قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستُخلِف أبو بكر رضي الله عنه فعمل بعمله، وسار بسيرته، حتى قبضه الله عز وجل على ذلك. ثم استُخلِف عمر فَعَمِلَ بِعَمَلِهِمَا، وسار بسيرتهما، حتى قبضه اللهُ عز وجل على ذلك].(17)
فنقول للرافضة: فإن كنتم تستدلون بكتبنا كما تزعمون؛ فلماذا أخذتم رواية التهديد بإحراق البيت مع ضعف إسنادها وتركتم رواية ثناء علي على أبي بكر وعمر مع حُسن إسنادها؟!!!
ثم إن هذه الكتب مكتوبة بلغةٍ عربيةٍ فُصْحَى، وأنتم أعاجمُ العقل والقلب واللسان. ويدلُّ على ذلك أنكم فهمتهم من الرواية أن عمر هَمَّ بتحريق البيت على فاطمة، في حين أن هذا غير موجود في الرواية أصلًا!!
سابعًا: الرواية تقول إن عمر لا يُحِبُّ أحدًا كَحُبِّهِ لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأَقْسَمَ عمرُ رضي الله عنه بالله على ذلك، فصِحَّةُ الرواية تهدم دين الرافضة من وجه آخر، حيث زعموا أنَّ الصحابة كانوا يكرهون رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ويتآمرون عليه!
فكيف يكون عمر رضي الله عنه كارهًا لرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقسم بالله على محبته ؟!
فإن قالوا إن عمر رضي الله عنه – وحاشاه – أَقْسَمَ بالله كاذبًا ؛ قلنا لهم: فلماذا صدقتموه في حلفه على إحراق البيت – على فرض صحة الرواية – ولم تصدقوه في محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أن القَسَمَيْنِ جاءا معًا في نفس الرواية؟!
ثامنًا: الرواية تقول إن عمر رضي الله عنه لا يحب أَحَدًا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل فاطمة رضي الله عنها.
وهذا أيضًا ينسف دين الرافضة. لأن الدينَ الرافضيَّ يقوم على ادِّعاء بُغض الصحابة رضي الله عنهم لآل البيت عليهم السلام، والرواية يُصَرِّحُ فيها عُمَرُ بن الخطاب رضي الله عنه ويُقسِم بالله أنَّ أحبَّ الناسِ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه هي فاطمة عليها السلام والرضوان!
تاسعا: هذه الرواية الضعيفة تقول إن عليًا والزبير لم يرجعا لفاطمة حتى بايعا لأبي بكر، فكأنهما هما اللذان ذهبا ليبايعا أبا بكر!! وهذا يخالف الرواية الصحيحة التي تقول إن أبا بكر حِينَ بُويِعَ لم ير عليًا والزبير فسأل عنهما، فذهب رجال من الأنصار فأتوا بهما.
فقد روى الحاكم في المستدرك عن أبي سعيد الخدري قال:
[…ثُمَّ أَخَذَ زَيدُ بْنُ ثَابِتٍ بِيَدِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: هَذَا صَاحِبُكُمْ، فَبَايَعُوهُ، ثُمَّ انْطَلَقُوا، فَلَمَّا قَعَدَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْمِنْبَرِ نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَلَمْ يَرَ عَلِيًّا، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالَ: نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَتَوْا بِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرِ: ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَخَتَنُهُ أَرَدْتَ أَنْ تَشُقَّ عَصًا الْمُسْلِمِينَ؟ فَقَالَ: لا تَثْرِيبَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعَهُ، ثُمَّ لَمْ يَرَ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ فَسَأَلَ عَنْهُ حَتَّى جَاءُوا بِهِ، فَقَالَ: ابْنُ عَمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَحَوَارِيُّهُ أَرَدْتَ أَنْ تَشُقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ: لا تَثْرِيبَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعَاهُ ]. المستدرك على الصحيحين (ت مقبل) (3/ 86)
ا ج8 ص246 ، ص247
قال الحافظ ابن كثير:
[وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَحْفُوظٌ … وَفِيهِ فَائِدَةٌ جَلِيلَةٌ وَهِيَ مُبَايَعَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِمَّا فِي أَوَّلِ يَوْمٍ أَوْ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي مِنَ الْوَفَاةِ. وَهَذَا حَقٌّ فَإِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ لَمْ يُفَارِقِ الصِّدِّيقَ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ، وَلَمْ يَنْقَطِعْ فِي صَلَاةٍ مِنَ الصَّلَوَاتِ خَلْفَهُ ]. البداية والنهاية ج8 ص92
عاشرًا: هذه الرواية جعلت الرافضة يتنازلون عن اتهام عمر بن الخطاب بحرق بيت فاطمة إلى مجرد تهديده بفعل ذلك فقط!!
فانظر أخي المسلم كيف يتنازل الرافضة عما يعتقدون لمجرد أنهم يريد الطعن في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأي طريقة وبأي وجه!!
حادي عشر: دين الرافضة هو ذلكم الدين العجيب الغريب المريب الذي يريد إقناعك أن عمر بن الخطاب أراد إحراقَ بيتِ فاطمة على عليِّ بن أبي طالب؛ فكافأه عليُ بن أبي طالب بأنه زَوَّجَهُ ابنته أمَّ كلثوم !! وسبحان الله على عقول تائهة مظلمة تُصَدِّق هذا العبث بالعقول!
والخلاصة: أن الرواية من حيث سندها فيها انقطاع واضح وضعف بسبب ابن بشر العبدي، ولا تقوم بها حُجَّة عند أي عاقل منصف.
كما أن متنها مخالف لسيرة الصحابة الصحيحة الثابتة بالأسانيد الصحاح المعتمدة، كما أن تصحيح الرواية يهدم دين الرافضة من أساسه.
والحمد لله رب العالمين ،،،،
مراجع البحث:
1. البداية والنهاية لابن كثير ج12 ص299، ج9 ص528
2. البداية والنهاية لابن كثير ج9 ص413
3. صحيح البخاري – حديث رقم: 3093، والبداية والنهاية لابن كثير ج9 ص485.
4. تاريخ دمشق لابن عساكر ج52 ص73، ط دار الفكر – بيروت.
5. تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين ص210، ط الدار السلفية – الكويت.
6. الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم ج5 ص360، ط دار الراية – الرياض.
7. فضائل الصحابة ص364، ط مؤسسة الرسالة – بيروت.
8. المستدرك على الصحيحين ج3 ص183، ط دار الحرمين – القاهرة.
9. الأنوار النعمانية ج1 ص29، ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات – بيروت.
10. كتاب الاحتجاج للطبرسي الرافضي (1 / 51)
11. مسند الإمام أحمد ج2 ص315، ط الرسالة – بيروت.
12. مسند الإمام أحمد ج1 ص213.
13. صحيح البخاري – حديث رقم: 3685
14. مسند أحمد ج2 ص247، ط مؤسسة الرسالة – بيروت.
15. مسند أحمد ج2 ص201، ط مؤسسة الرسالة – بيروت.
16. صحيح البخاري – حديث رقم: 3671
17. مسند الإمام أحمد ج2 ص314 .
حديث ابن عباس في مرض رسول الله
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
طرح أحدهم هذه الأسئلة وطلب جوابًا عليها، فقررت أن أُسَاهِم في الجواب على أسئلته سائِلًا المولى سبحانه وتعالى أن يهديه ويرده إلى الحق رَدًا جميلًا:
حديث ابن عباس في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتساءل قائلا:
س: لماذا منع سيدنا عمرُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم من كتابة هذه الوصية ؟!
ج: شفقةُ عمر على النبي صلى الله عليه وسلم هي التي جعلته يقول هذا الكلام.
أشفق عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم لِمَا رأى شدة وجعه، وهذا واضح من قول ابن عباس: [ لما اشتد برسول الله وجعه ]. ولأن الرسول قال لابن مسعود: إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ الرَّجُلاَنِ مِنْكُمْ.
س: هل عمر كان يعرف ماذا سيكتب النبي صلى الله عليه وسلم ؟!
ج: عمر لا يعرف، لأن عمر لا يعلم الغيب.
س: هل عمر يعلم بِحَال الأمة وَصَلَاحِهَا من النبي صلى الله عليه وسلم ؟!
ج: بالطبع لا ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أقرّ عُمَرَ على ذلك، لأنه سكت ، وسكوت النبي إقرار، لأن الرسول لا يسكت على باطل.
ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرى وجوب تبليغ هذه الوصية فقد بَلَّغَهَا بِلَاشَكٍّ، وَإِنْ كان لا يرى ذلك وتراجع عنه، فقد انتهى الأمر !
ونحن نقول:
هل مَنْعُ عمر للنبي صلى الله عليه وسلم من كتابة هذا الكتاب حقٌ أم باطل ؟!
فإن قلت إنه باطل ؛ فهل الرسول يرى الباطلَ أمامه ويسكت ؟! وأنت تعلم أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ، وهناك عشرات الأحاديث التي تبين أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لا يسكت إذا رأى أمرًا منكرًا.
وإن قلتَ إنه حق ؛ فماذا تنكر على سيدنا عمر رضي الله عنه ؟!
والسُّنَّة النبوية تنقسم إلى أربعة أقسام:
1. سنة قَوْلِيَّة: مثل قوله عليه الصلاة والسلام: { إنما الأعمال بالنيات }.
2. سنة فِعْلِيَّة: مثل قول الصحابي عمر بن أبي سلمة: [ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُشْتَمِلًا بِهِ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ وَاضِعًا طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ ].
3. سُنَّة تقريرية: وهي أن يفعل الصحابة شيئًا أو يقولوا شيئًا فيسكت النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك، مثل حديث عمر في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويكون سُكُوتُهُ إقرارًا لهذا الفعل، لأنه عليه الصلاة والسلام لا يسكت عن شيء باطل !
4. سُنَّة وَصْفِيَّة: وهي أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم مثل قول البراء: [ كَانَ وَجْهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ الْقَمَرِ ].
ثم أقول:
لَاشَكَّ بحسب فَهْمِ المعترض للرواية أَنَّ الْأُمَّةَ سَتَضِلُّ إِذَا لم يكتبْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذه الوصية !
فإذا لم يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الوصية فقد ترك الرسولُ الأمةَ في ضلال ؛ وحاشاه !!
فهذا مُحَالٌ في حق الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
فالرسول صلى الله عليه وسلم نفسه قال:
[ إنه ليس شَيءٌ يقربكم إلى الجنة إلا قد أمرتكم به ، وليس شَيءٌ يُقَرِّبُكُم إلى النار إلا قد نَهيتكم عنه .. ].
سلسلة الأحاديث الصحيحة (6/ 865)
فهل ترك الرسول هذه الوصية ولم يقلها مع أن عدم قوله لها يُقَرِّبُنَا من النار ؟!
ونسأل المعترض سؤالًا :
هل تعتقد أَنَّ دِّينَ الإسلام العظيم نَاقِصٌ ولم يُتِمَّهُ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ بِعَدَمِ كِتَابَةِ هذه الوصية ؟!
إن قال نعم دين الإسلام ناقص ؛ فقد كَفَرَ الرافضي بقوله تعالى: { اليومَ أكملتُ لكم دِينَكم وأتممتُ عليكم نعمتي وَرَضِيتُ لكم الإسلامَ دِينًا }.
وإنْ قال الرافضي إِنَّ الدينَ كامل، فقد بطل احتجاجُه بهذه الرواية.
وإن كان المعترض يعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلِّغْ هذه الوصية فنقول له إن الرسول بنفسه يرد عليك !
ثبت في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يومئذ:
«أيها الناس إنكم مسؤولون عني، فما أنتم قائلون؟» قالوا: نشهد أنك قد بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فجعل يرفع إصبعه إلى السماء وينكسها إليهم ويقول «اللهم هل بَلَّغْتُ» ؟. صحيح مسلم.
ونحن أيضا نشهد أنها بَلَّغَ الرسالَةَ وأدَّى الأمانة.
وفي مسند أحمد ج1 ص144 بسند جيد من حديث ابن عمر وفي المسند أيضا ج35 ص221 من حديث أبي ذر الغفاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه }.
فإذا كان ما فعله عُمَرُ بَاطِلًا فكيف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم { إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه }.
وابن عباس نفسه الذي روى لنا هذا الحديثَ لم يَفْهَمْ من ذها الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ هذه الوصية ولم يفهم أن دين الإسلام صار ناقصًا !
فابن عباس يقرر أن دِينَ الإسلام كامل ولم يَقِفْ على هذه الوصية.
فعن عباد عن هارون بن عنترة، عن أبيه قال: كنا عند ابن عباس، فجاء رجل فقال له: إنَّ ناسًا يأتونا فيخبروننا أن عندكم شيئا لم يُبْدِهِ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم للناس !!
فقال ابن عباس: ألم تعلم أن الله تعالى قال: { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } ،والله ما وَرَّثَنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَودَاءَ في بَيْضَاءَ، وهذا إسناد جيد.
قال ابن كثير: [ وهذا إسناد جيد ]. تفسير ابن كثير (3/ 136)، ط دار الكتب العلمية – بيروت.
وقالت أم المؤمنين عائشة:
[ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَمَ شَيْئًا مِنْ كِتَابِ اللهِ، فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ، وَاللهُ يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} ].
صحيح مسلم 287 – (177)
وعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: [تَرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا طَائِرٌ يَطِيرُ بجناحيه إلا عندنا منه علم ]. التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (1/ 192)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ بن حِبَّان: مَعْنَى: عِنْدَنَا مِنْهُ؛ يَعْنِي بِأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ وَأَخْبَارِهِ وَأَفْعَالِهِ وَإِبَاحَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
ونحن نسأل المعترض هذا السؤال:
ما الفرق بين موقف عُمَر وقوله: حسبنا كتابُ الله ، وموقف عليٍّ حينما قال للنبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية: والله لا أمحوك أبدًا !
نحن نقول: كلاهما فعلا ذلك حُبًّا في النبي صلى الله عليه وسلم، فعلها عُمَرُ من باب الشفقة، وفعلها عليٌّ من باب التوقير والاحترام.
وإذا كان المعترض يرى أن عُمَر فَعَلَ فِعْلًا قَبِيحًا أو سَيِّئًا ؛ فكيف سيكون موقفُ عليُّ بن أبي طالب من عمر ؟! هل كان علي سيحِب عُمَرَ أم لا ؟! أليس من المفترض أن يعاديه ؟!
روى البخاري في صحيحه قال:
[ حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا جامع بن أبي راشد حدثنا أبو يعلى عن محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقول عثمان؛ قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين ]. صحيح البخاري ـ حديث رقم 3671
روى الإمام أحمد في مسنده:
[ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، فَقَالَ: ” يَا عَلِيُّ، هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَشَبَابِهَا بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ ].
مسند أحمد ط الرسالة (2/ 40)
وكيف يزوج علي بن أبي طالب ابنته أمَّ كلثوم من عمر بن الخطاب ؟!
والسؤال الآن: هل المعترض أفهم وأعلم وأغيرُ على الرسول من علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟!
وهل إذا أساء عمر بن الخطاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم سيتمَنَّى عليُّ بن أبي طالب أن يلقى اللهَ بعمل مثل عمل عمر ؟!
عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: وُضِعَ عُمَرُ عَلَى سَرِيرِهِ فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُصَلُّونَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ وَأَنَا فِيهِمْ فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَجُلٌ آخِذٌ مَنْكِبِي فَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ وَقَالَ مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ وَحَسِبْتُ إِنِّي كُنْتُ كَثِيرًا أَسْمَعُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ؟! صحيح البخاري حديث رقم 3685
ذرية أهل البيت يحبون أبا بكر وعُمَر ويوالونهما !!
مثال للباقر والصادق:
عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي حَفْصَةَ قال: [ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَابْنَهُ جَعْفَراً عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالاَ لِي: يَا سَالِمُ، تَوَلَّهُمَا، وَابْرَأْ مِنْ عَدُوِّهِمَا، فَإِنَّهُمَا كَانَا إِمَامَيْ هُدَىً ]. سير أعلام النبلاء (4/ 402)
عَنْ بَسَّامٍ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ:
[ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي لأَتَوَلاَّهُمَا، وَأَسْتَغْفِرُ لَهُمَا، وَمَا أَدْرَكْتُ أَحَداً مِنْ أَهْلِ بَيْتِي إِلاَّ وَهُوَ يَتَوَلاَّهُمَا ] .
والرواية الاخير توضح أن جميع أهل البيت يتولون أبا بكر وعمر، فهل سيمتثل المعترض لأهل البيت ويفعل مثلهم أم سيخالفهم ؟!!
وأخيرًا نُذَكِّرُ المعترض بقوله سبحانه وتعالى:
{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }. التوبة (100).
وعمر بلاشك من هؤلاء الأفاضل الأماجد.
فرية عمر يعبث في ذكره في الصلاة !
قناة مكافح الشبهات . أبو عمر الباحث
نسف أكاذيب النصارى والشيعة الروافض حول أخلاق الصحابة
فرية عمر بن الخطاب يعبث بقضيبه وهو يؤم الناس في الصلاة !
لتحميل البحث بصيغة pdf اضغط هنا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد:
هذه سلسلة ردود علمية على شبهات وافتراءات النصارى والرافضة حول أخلاق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
كتب أحد النصارى أن عمر بن الخطاب كان يلعب بقضيبه وهو يؤم الناس في الصلاة !
فقلت أقرأ ما يقول هذا النصراني لعله أتى بشيء جديد
فوجدته يستدل بالرواية التالية, وقد نقلها هذا النصراني من موقع رافضي .!
قال الإمام البيهقي في السنن الكبرى:
{ وبإسناده قال ثنا ما لك عن نافع عن سالم بن عبد الله أنه قال : كنت مع عبد الله بن عمر في سفره فرأيته بعد أن طلعت الشمس توضأ ثم صلى فقلت له أن هذه صلاة ما كنت تصليها فقال أبي بعد أن توضأت لصلاة الصبح مسست ذكري ثم نسيت أن أتوضأ فتوضأت ثم عدت لصلاتي وبإسناده قال ثنا ما لك عن هشام بن عروة عن أبيه أنه كان يقول من مس ذكره فقد وجب عليه الوضوء وروينا في ذلك عن عائشة وأبي هريرة وروى الشافعي في كتاب القديم عن مسلم وسعيد عن بن جريج عن بن أبي مليكة أن عمر بن الخطاب بينا هو يؤم الناس إذ زلت يده على ذكره فأشار إلى الناس أن امكثوا ثم خرج فتوضأ ثم رجع فأتم بهم ما بقي من الصلاة}.(1)
ومحل استدلاله هو قوله:
وروى الشافعي في كتاب القديم عن مسلم وسعيد عن بن جريج عن بن أبي مليكة أن عمر بن الخطاب بينا هو يؤم الناس إذ زلت يده على ذكره فأشار إلى الناس أن امكثوا ثم خرج فتوضأ ثم رجع فأتم بهم ما بقي من الصلاة.
وإليكم الرد على هذا صاحب العقل المغيّب:
أولًا: هذه الرواية لا تصح من جهة الإسناد:
وذلك لسببين:
1- في سند الرواية ابن جريج وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وهو مدلس قد عنعن الرواية.
والمُدلّس إذا ذكر الرواية بلفظ “عن” ولم يُصَرِّح بسماعه من شيخه لا تُقبل روايته.
قال الإمام الذهبي عنه: الرجل في نفسه ثقة، حافظ، لكنه يُدلّس بلفظة: عن.(2)
2- ابن أبي مُلَيكة هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مُلَيكة لم يدركْ عمرَ بنَ الخطاب رضي الله عنه ولم يروِ عنه وحديثُه عنه مُرسل.(3)
والحديث المرسل من أقسام الحديث الضعيف.
قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح في كتابه علوم الحديث:{{ ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّ حُكْمَ الْمُرْسَلِ حُكْمُ الْحَدِيثِ الضَّعِيفِ}.
وقال:{وَمَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ سُقُوطِ الِاحْتِجَاجِ بِالْمُرْسَلِ وَالْحُكْمِ بِضَعْفِهِ هُوَ الْمَذْهَبُ الَّذِي اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ آرَاءُ جَمَاهِيرِ حُفَّاظِ الْحَدِيثِ وَنُقَّادِ الْأَثَرِ، وَقَدْ تَدَاوَلُوهُ فِي تَصَانِيفِهِمْ }.(2)
ثانيًا:روى عبد الرزاق الصنعاني نفس الرواية في المصنف فقال:
{ عبد الرزاق عن بن جريج قال سمعت عبد الله بن أبي مليكة يحدث عمن لا أتهم أن عمر بن الخطاب بينا هو قائم يصلي بالناس حين بدأ في الصلاة فزلت يده على ذكره فأشار إلى الناس أن امكثوا وذهب فتوضأ ثم جاء فصلى فقال له أبي لعله وجد مذيا قال لا أدري }.(3)
وهنا نجد ابن جريج قد صرّح بالسماع من ابن أبي مُلَيكة.
ولكن نجد ابن أبي مُلَيكة يروي عن شخص مجهول.
فمن هو هذا الشخص المجهول؟
لا ندري !!
ورواية المجهول عندنا غير مقبولة
قال الإمام بن كثير:
{ فَأَمّا الْمُبْهَمُ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ ، أَوْ من سُمِّيَ وَلَمْ تُعْرَفْ عَيْنُهُ فهذا ممن لا يَقْبَلُ رِوَايَتَهُ أَحَدٌ عَلِمْنَاهُ }. (6)
ثالثًا :الرواية على فرض صحتها ليس فيها ما يقدح في عمر بن الخطاب:
الرواية تقول زلّتْ يدُه.!
فإما أن يكون حدث ذلك عن غير قصد منه في الصلاة فهو معذور.
وإما أن يكون طرأ له شيء في صلاته – حكة أو لدغة – يجعله يحكّ هذه المنطقة عمدًا, فهو بذلك مأجور.
فالشرع العظيم أباح لنا إذا وجد أحدُنا شيئاً يخرجه عن خشوعه في الصلاة أن يتعامل معها سريعا حفاظاً على خشوعه في صلاته
ولست أدري هل يقول عاقل أنني إذا قرصتني حشرة في صلاتي وآلمتني فهل أتركها ؟
النصارى يجسّدون نص كتابهم القائل “وعلى فهمك لا تعتمد” تجسيداً حقيقياً يوما بعد يوم
فهذا هو إلغاء العقل المسيحي في أقبح أمثلته!
رابعًا: الرواية قالت أن عمر بن الخطاب خرج من صلاته ليعيد الوضوء:
النصراني يعيب على سيدنا عمر بن الخطاب أن الرواية تقول أن يده زَلَّتْ على ذكره في الصلاة فخرج من الصلاة ليتوضأ
وأقول أن الدينَ الذي يجعل أتْبَاعَه يُعِيدون الوضوء لمجرد مسّ الذكر هو دين عظيم يأمر بالنظافة والطهارة.
وأما الدين الذي لا يأمر أتباعه بالغسل والطهارة من الجِماع ولا الطهارة والنزاهة من البول والغائط فهو دين القذارة والوساخة
خامسا: من فمك أدينك أيها النصراني الشرير:
الأب متى المسكين في تفسيره لإنجيل يوحنا وهو يفسر نص التعرّي يقول:
{ ويا للخجل الذي يكاد يمسك مني القلم !… كيف أن ق.يوحنا يظهر متسربلا بالروح والنعمة والعين المفتوحة ، يقابله في نفس المكان والزمان والمقام القديس بطرس عاريا.
وقد حاول الشُرّاح الأجانب أن يهوِّنوا من كلمة ((عريان)) ، وجعلوها أنه خالع ثوبه الخارجي فقط.
ولكن الذي يعرف مهنة الصيادين في الشرق ويعاشرهم ، يعلم تماما أن الصياد يضطر لخلع ملابسه الداخلية ويكون نصفه الأسفل عريانا تماما لأنه يضطر إلى النزول في البحر.
هذا التصرف عكس ما هو متوقع طبيعيا ، أن يخلع الإنسان ملابسه ويلقي نفسه في البحر .
إذن، كان القديس بطرس في وضع غير طبيعي }.أهـ
نعم بالفعل كان في وضع غير طبيعي
الصفحة 1337
ومن حقنا هنا ان نطرح سؤالا لولبيا حلزونيا على صديقنا النصراني صاحب الشبهة
ماذا كان يفعل القديس بطرس وهو يجلس عاريا أمام بقية التلاميذ ؟
ولماذا ألقى نفسه في البحر حينما عرف أن يسوع قادم ؟
وهل كان التلاميذ ينظرون إلى عورة القديس العاري بطرس ؟
يقول القمص تادرس يعقوب ملطي في تفسير سفر اللاويين
صفحة 154
نعم من حق من يكون دينه لا يأمره بالطهارة والنظافة بعد الجماع أن ينكر على سيدنا عمر بن الخطاب أن يتوضأ إذا مسّت يدُه ذكرَه .
وهكذا عاش آباء الكنيسة في الوساخة والقذارة
فانظر إلى أعظم آباء الكنيسة أثناسيوس حامي الإيمان وواضع قانون الإيمان وواضع عدد أسفار العهد الجديد ماذا قال عن النظافة والاستحمام !
تاريخ الأمة القبطية وكنيستها للسيدة آل بتشر ج1 ص275
الاستحمام عادة قبيحة مستهجنة ؟!
وما رأيه فضيلة القديس العظيم أثناسيوس في القذارة ؟
هل هي عادة جميلة ومستحسنة ؟!
ما هذا يا صديقي النصراني المتطاول على سيدك عمر بن الخطاب ؟
والآن حينما نقارن بين رجل يتوضأ لمجرد مس ذكره من فوق ملابسه, وبين شخص لم يستحم في حياته قط !
سنخرج بنتيجة واحدة وهي أن الإسلام العظيم هو الدين الحق الوحيد على وجه الأرض.
وأن كل ما عداه باطل.
سادسًا:ما رأي الرافضي في هاتين الروايتين ؟
1- روى الرافضي الطوسي في كتابه تهذيب الأحكام:
{ عن أبي عبد الله عليه السلام في المرأة تكون في الصلاة فتظن أنها قد حاضت قال: تدخل يدها فتمس الموضع,فإن رأت شيئا انصرفت وإن لم تر شيئا أتمت صلاتها }.(8)
فهذه كتب الرافضة تحث المرأة الشيعية أن تضع يدها على فرجها تحت الثياب في الصلاة إذا شعرت أن دماء الحيض نزلت عليها.!
2- روى الحر العاملي:
{ عن معاوية بن عمار قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن الرجل يعبث بذكره في صلاة المكتوبة ؟ فقال : لا بأس }.(9)
مراجع البحث:
(1) السنن الكبرى للإمام البيهقي ج1 ص131 ، ط مكتبة دار الباز – مكة المكرمة.
(2) سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي ج6 ص332 ، ط مؤسسة الرسالة – بيروت.
(3) تهذيب الكمال للإمام أبي الحجاج المِزّي ج15 ص256 ، ط مؤسسة الرسالة – بيروت.
(4) علوم الحديث للإمام أبو عمرو بن الصلاح ص53 ، ط دار الفكر- سوريا، دار الفكر المعاصر – بيروت.
(5) المصنف للإمام عبد الرزاق الصنعاني ج1 ص114، ط المكتب الإسلامي – بيروت.
(6) الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث للإمام بن كثير ص92 ، ط دار الكتب العلمية ، تأليف أحمد شاكر.
(7) تفسير إنجيل يوحنا للأب متى المسكين ج3 ص1337 ط دير القديس أنبا مقار.
(8) تهذيب الأحكام لشيخ الرافضة الطوسي ج1 ص394، 395 ، ط دار التعارف – بيروت.
(9) وسائل الشيعة لشيخ الرافضة الحر العاملي ج7 ص394، 395 ، ط مؤسسة آل البيت لإحياء التراث – بيروت.
تمت بحمد الله
كتبه أبو عمر الباحث
غفر الله ولوالديه
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.