شبهة قول عمر بن الخطاب "ذهب قرآن كثير"
قناة مكافح الشبهات – أبو عمر الباحث
نسف أكاذيب النصارى والشيعة الروافض حول القرآن الكريم
شبهة قول عمر بن الخطاب “قد ذهب قرآن كثير”
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد:
هذه سلسلة الردود على شبهات النصارى والشيعة الروافض حول القرآن الكريم
قالوا أن القرآن الكريم قد ذهب الكثير !!
واستدلوا بما رواه عبد الرزاق في المصنف (1):
13364 – عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مُنَادِيًا فَنَادَى أَنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةٌ ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، لَا تُخْدَعُنَّ عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ ، فَإِنَّهَا قَدْ نَزَلَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَرأَنَاهَا ، وَلَكِنَّهَا ذَهَبَتْ فِي قُرْآنٍ كَثِيرٍ ذَهَبَ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَجَمَ ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدْ رَجَمَ ، وَرَجَمْتُ بَعْدَهُمَا ، وَإِنَّهُ سَيَجِيءُ قَوْمٌ مِنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْمِ ، وَيُكَذِّبُونَ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَيُكَذِّبُونَ بِالشَّفَاعَةِ ، وَيُكَذِّبُونَ بِالْحَوْضِ ، وَيُكَذِّبُونَ بِالدَّجَّالِ ، وَيُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ ، وَيُكَذِّبُونَ بِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا أُدْخِلُوهَا ».
وكان محل استدلالهم بقول عمر بن الخطاب عن آية الرجم: “ولكنها ذهب في قرآن كثير ذهب مع محمد صلى الله عليه وسلم”
وللرد على هذا الافتراء أقول:
أولا: الرواية ضعيفة :
هذه الرواية ضعيفة ولا تقوم بها الحُجة لأن في سندها راوياً ضعيفاً وهو عليّ بن زيد بن جُدعان .
والمسلمون لا يقبلون في دينهم إلا حديثاً صحيحا حتى تنطبق عليه خمسة شروط وهي:
1- اتصال السند.
2- عدالة الرواة.
3- ضبط الرواة.
4- انتفاء الشذوذ.
5- انتفاء العلة.
قال أبو عمرو بن الصلاح(2): أَمَّا الْحَدِيثُ الصّحِيحُ: فَهُوَ الْحَدِيثُ الْمُسْنَدُ الّذِي يَتّصِلُ إِسْنَادُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ الضّابِطِ عَنِ الْعَدْلِ الضّابِطِ إِلَى مُنْتَهَاهُ ، وَلَا يَكُونُ شَاذّاً ، وَلا مُعَلّلاً.
ولو نظرنا في هذا السند الذي رُويت من خلاله هذه الرواية لوجدناه مخالفا للشرط الثالث.
وهو ضبط الرواة.
ومعنى ضبط الرواة: أن يكون الراوي متقناً حافظاً للحديث كما سمعه من شيخه حفظاً تاماً بحيث إذا حدّثَ به غيره حَدّثَ به على نفس الوجه الذي سمعه به من شيخه.
وعليّ بن زيد بن جدعان ضعيف من جهة ضبطه في الحفظ والإتقان.
وإليك عزيز القارئ ما قاله علماء الحديث عن عليّ بن زيد بن جدعان:
قال الإمام الذهبي(3):
· قَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
· وَقَالَ البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ.
· وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لاَ أَحْتَجُّ بِهِ؛ لِسُوْءِ حِفْظِهِ.
· وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: صَدُوْقٌ، وَكَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يُلَيِّنُهُ.
· وَقَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ – وَكَانَ رَفَّاعاً -.
· وَقَالَ مَرَّةً: حَدَّثَنَا قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ.
· وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ وَكَانَ يَقْلِبُ الأَحَادِيْثَ.
· وَقَالَ الفَلاَّسُ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يَتَّقِيْهِ.
· وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ضَعِيْفٌ.
· وَرَوَى: عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
· وَرَوَى: عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِذَاكَ القَوِيِّ.
· وَقَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ يَتَشَيَّعُ، لَيْسَ بِالقَوِيِّ.
· وَقَالَ الفَسَوِيُّ: اخْتُلِطَ فِي كِبَرِهِ.
· وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لاَ يَزَالُ عِنْدِي فِيْهِ لِيْنٌ. أهـ
وعليه فالرواية ضعيفة ولا يُحتج بها علينا.
ثانيا: علماء الحديث يُضعِّفون الرواية:
قال الشيخ الألباني(4): إسناده ضعيف من أجل عليّ بن زيد وهو ابن جُدعان سيء الحفظ .
ثالثا: على فرض صحة الرواية:
لو افترضنا صحة الرواية فإن المقصود منها هو ما نُسِخَ رَسْمُهُ من القرآن الكريم في العَرْضَة الأخيرة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
رابعا: النبي لم يترك إلا القرآن الموجود بين أيدينا فقط:
النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك بعد وفاته إلا ما بين الدفتين أي ما بين الجلدتين.
وهذا ما رواه البخاري عن أحد الصحابة وأحد التابعين رضي الله عنهم.
روى البخاري في صحيحه(5) عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ قَالَ:
دَخَلْتُ أَنَا وَشَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
فَقَالَ لَهُ شَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ: أَتَرَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شَيْءٍ؟
قَالَ: مَا تَرَكَ إِلَّا مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ.
قَالَ: وَدَخَلْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ فَسَأَلْنَاهُ:
فَقَالَ: مَا تَرَكَ إِلَّا مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ.
قال بن حجر العسقلاني(6): وَهَذِهِ التَّرْجَمَةُ لِلرَّدِّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ ذَهَبَ لِذَهَابِ حَمَلَتِهِ.
خامسا: لو ذهب شيء من القرآن الكريم لم يكن الصحابة ليسكتوا أبدا
مع العلم أنهم كانوا حريصين أشد الحرص على ما يتعلق بالدين.
وهل يُتخيل أن قوماً بلغ بهم الحرص والدقة أنهم يعدّون الشعرات البيضاء في لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا سيسكتون على ضياع شيء من القرآن الكريم ؟
روى البخاري في صحيحه(7):
أن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قال وهو يَصِفُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
«كَانَ رَبْعَةً مِنَ القَوْمِ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلاَ بِالقَصِيرِ ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ لَيْسَ بِأَبْيَضَ ، أَمْهَقَ وَلاَ آدَمَ ، لَيْسَ بِجَعْدٍ قَطَطٍ ، وَلاَ سَبْطٍ رَجِلٍ أُنْزِلَ عَلَيْهِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ ، فَلَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ ، وَقُبِضَ وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ»
قَالَ رَبِيعَةُ: «فَرَأَيْتُ شَعَرًا مِنْ شَعَرِهِ ، فَإِذَا هُوَ أَحْمَرُ فَسَأَلْتُ فَقِيلَ احْمَرَّ مِنَ الطِّيبِ» .
فكتاب ربنا تبارك وتعالى باقٍ كما هو ، لم يُحرّف ولم يُبدّل ، تحقيقاً وتصديقاً لموعود الله تبارك وتعالى بحفظه .
قال الله تبارك وتعالى:
{..وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } سورة فصلت الآيتان 42،41 .
بل والله لقد شهد المستشرقون للمسلمين بدقتهم الرهيبة في كل ما ينقلونه عن نبيهم صلى الله عليه وسلم.
فيقول المستشرق كارل بروكلمان(8): لقد نقل إلينا المسلمون كل ما قام به النبيُ من أعمال، صغيرة كانت أم كبيرة ، في هذه الأيام ، بدقة وإسهاب.
مراجع البحـث:
(1) المصنف للإمام عبد الرزاق الصنعاني ج7 ص330 ، ط المكتب الإسلامي – بيروت ، ت: عبد الرحمن الأعظمي .
(2) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص11 ، ط دار الفكر المعاصر لبنان ودار الفكر سوريا ت: نور الدين عنتر.
(3) سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي ج5 ص207 ، ط مؤسسة الرسالة – بيروت ، ت: الشيخ شعيب الأرناؤوط .
(4) ظلال الجنة في تخريج أحاديث السُنة للشيخ الألباني ، ص151 ط المكتب الإسلامي – بيروت .
(5) صحيح البخاري ص1282 ح5019 ، ط دار بن كثير – بيروت .
(6) فتح الباري للإمام بن حجر العسقلاني ج11 ص251 ، ط دار طيبة – القاهرة ، ت: محمد نظر الفَاريابي .
(7) صحيح البخاري ص875 ح3547 ، ط دار بن كثير – بيروت .
(8) تاريخ الشعوب الإسلامية للمستشرق كارل بروكلمان ص66 ، ط دار العلم للملايين – بيروت.
الرد مصوراً على هذه الشبهة على هذا الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=JbYcs6Xr3WI
كتبه أبو عمر الباحث
غفر الله ولوالديه
Posted on 2012/07/29, in حول ضياع القرآن and tagged قناة الحياة, قد ذهب قرآن كثير, قسيسين ورهبانا, قصة الحضارة, لاتخدعن عن آية الرجم, مكافح الشبهات, مخطوطات الكتاب المقدس, ول ديورانت, أبو عمر الباحث, القمص زكريا بطرس, القرآن الكريم, الكنيسة القبطية, الكنيسة المصرية, الكاثوليك, المخلص, الأنبا, الأخ وحيد, الأخ رشيد, الأرثوذكس, الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي, الإتقان+في+علوم+القرآن+للإمام+السيوطي, الافتراءات, البابا, البروتستانت, الحقيقة, الحياة, الخلاص, الخرافات, الخرافة, الخزعبلات المسيحية, الرد على الشبهات, الرد على الشبهات المثارة حول القرآن الكريم, السياسة, الشبهات, الصلب, الطوائف المسيحية, بيشوي, برنامج في الصميم, برنامج معرفة الحق, برنامج أسئلة عن الإيمان, برنامج حوار الحق, برنامج سؤال جريء, برنامج شبهات وردود, تحريف مخطوطات الكتاب المقدس, تحريف الكتاب المقدس, تحريف العهد القديم, تحريف العهد الجديد, حفظ الله للقرآن الكريم, ذلك بأن منهم صديقين ورهبانا, رد الشبهات, ردود, زكريا بطرس, سانت تكلا, شنودة, شبهات, شبهات حول القرآن الكريم, شبهات حول القراءات, شبهات حول تحريف القرآن, شبهات حول ضياع القرآن, صلب المسيح, صديقين ورهبانا, ضياع آية الرجم, عبد الفادي, عصمة القرآن،فضائل القرآن. Bookmark the permalink. أضف تعليق.
أضف تعليق
Comments 0